رغم الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع. اعلن البرلمان السورى فوز بشار الاسد فى انتخابات الرئاسة التى جرت في المناطق التي يسيطر عليها جيشه ليتولى فترة رئاسية ثالثة على التوالي. جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري أعلن نتائج الإنتخابات من مقر مجلس الشعب السوري موضحاً أن عدد الذين يحق لهم الإقتراع داخل سوريا وخارجها كان 15845575، وأن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 11 مليوناً و 634 ألف، بنسبة مشاركة 73.42%. وحصل بشار الأسد على 88.7 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في البلاد فيما حصل الدكتور حسان عبدالله النوري على 500 ألف و 279 صوتاً بنسبة 4.3% من عدد الأصوات الصحيحة، كما حاز المرشح ماهر عبد الحفيظ حجار على 372 ألف و 301 صوتاً، بنسبة 3.2% من الأصوات الصحيحة. وأعلن اللحام أن عدد الأوراق الباطلة بلغ 442 ألف و 108 ورقة، بنسبة 3.8%. وكانت المحكمة الدستورية العليا قد استلمت النتائج من اللجنة العليا للإنتخابات بعد أن أعلنت عدم تلقيها أي طعن من المرشحين في سير العملية الإنتخابية. جدير بالذكر ان عملية التصويت جرت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، ولكن لم تجر في مناطق كبيرة في شمال وشرق سوريا التي يسيطر عليها المعارضون. اول انتخابات تعددية .. نظريا، تعد الانتخابات السورية اول انتخابات تعددية في البلاد منذ نحو نصف قرن، الا ان قانونها منع عمليا اي معارض مقيم في الخارج من الترشح، اذ فرض على كل مرشح ان يكون قد اقام داخل سوريا خلال السنوات العشر الاخيرة. ودعت المعارضة السياسية والمسلحة السوريين الى مقاطعة الانتخابات، مشيرة الى ان الاسد يسعى من خلالها الى الحصول على شرعية وعلى "رخصة لاستمرار القتل". بداية الازمة السورية .. كانت الازمة السورية قد بدأت في منتصف آذار/مارس 2011 بحركة احتجاجية تطالب باسقاط الاسد قمعت بالقوة قبل ان تتحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 162 الف قتيل. ويوجد ثلاثة ملايين لاجىء سوري خارج البلاد، فيما نزح ملايين اخرون داخلها. ومنذ اعلان التلفزيون الرسمي السوري عن قرب صدور نتائج الانتخابات في ساعات المساء الاولى، بدأ اطلاق الرصاص ابتهاجا في مناطق مختلفة من دمشق، ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرات اخرين بجروح بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اصابة 18 شخصا بجروح بالطريقة نفسها في حلب في شمال البلاد. وفي لبنان المجاور، انطلق الرصاص بكثافة ايضا ابتهاجا في بيروت وفي البقاع، في مناطق محسوبة اجمالا على حزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات النظام داخل سوريا. وفور صدور النتائج، بث التلفزيون الرسمي السوري صور احتفالات وتجمعات شعبية في الطرق والشوارع احتفاء بفوز الاسد. وعلت الهتافات "تحيا سوريا الاسد" و"الله يحمي قائدنا بشار الاسد".!! يذكر ان هذه الولاية ستكون الثالثة لبشار الاسد من سبع سنوات. وكان قد وصل الى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد. انتقادات وسخرية .. في المقابل،وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اطلق المعارضون العنان لانتقاداتهم وسخريتهم. وكتب النشطاء على "فيسبوك"، "بعد ثلاث سنين، لا يمكن لهذا الشعب أن يعود عن قراره في ما طلبه ويطلبه وهوالحرية والكرامة والتخلص من زمرة الظالمين بكل أشكالهم بدءا بطاغية الشام وحتى النهاية"، بينما كان كثيرون يملاون صفحاتهم بشعار "الشعب يريد اسقاط النظام"، شعار "الربيع العربي" واول شعار في ما عرف "بالثورة السورية". وكتب المسؤول في حركة حزم المعارضة "ساخرا" : الأسد يدعو مناصريه إلى عدم إطلاق النار في الهواء إحتفالاً بنتائج الانتخابات.. ويطلب منهم أن يقتصر إطلاق الرصاص على صدور المواطنين من نساء وأطفال. الانتخابات السورية فى الصحف الاجنبية .. وتناولت تعليقات الصحف الأوروبية الانتخابات الرئاسية السورية التي أجريت يوم الثلاثاء (الثالث من يونيو/ حزيران 2014). وتأتي هذه الانتخابات بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة بين نظام الرئيس بشار الأسد وقوى المعارضة المسلحة التي تسعى إلى إسقاطه. كتبت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية اليومية بخصوص الانتخابات السورية تقول: "من كان يصدق ذلك؟ بعد ثلاث سنوات من بداية الثورة في سوريا، يعد بشار الأسد نفسه لولاية رئاسية ثالثة على التوالي. الجلاد الذي قهر ملايين العائلات السورية يستعد لتنصيب نفسه رئيساً من جديد بعد انتخابات على المقاس في المناطق التي يسيطر عليها جيشه". وتابعت لوموند: "لجوء رئيس الدولة هذه المرة إلى الانتخابات للوصول إلى السلطة بدل الاستفتاء الشعبي الذي دأب والده على تنظيمه منذ السبعينات، لن يغير شيئاً. فبحسب تقاليد العائلة، يتم إعداد كل شيء حتى تكون نتيجة الانتخابات جاهزة حتى قبل إجرائها". أما صحيفة أفتنبوستن (Aftenposten) النرويجية المحافظة، فخلصت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يريد أن يوصل للعالم من خلال إجرائه لهذه الانتخابات أن مفاصل دولته لم تتوقف عن العمل. وكتبت الصحيفة تقول: "كان على الأسد أن لا يقوم بإجراء هذه الانتخابات. كان عليه أن يشير إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد بعد ثلاث سنوات من القتال بين القوات النظامية والمتمردين الأسد يريد أن يظهر للعالم شيئا ما يحمل دلالة سياسية. إنه يريد أن يبيّن أن الدولة السورية لا تزال تعمل رغم كل شيء إلغاء الانتخابات كان سيُفسر على أنه إشارة ضعف. والوصف بالضعف هو آخر ما يحتاج إليه الأسد".