كرواتيا تسعى لإستغلال المونديال في إسعاد جماهيرها بعد كارثة الفيضانات

بعد كارثة الفيضانات التي ضربت منطقة البلقان قبل عدة أسابيع ، يخوض المنتخب الكرواتي لكرة القدم فعاليات بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل بقلوب مثقلة بالهموم من ناحية وحماس شديد لإسعاد مواطنيهم من جهة أخرى.
وشهدت دول منطقة البلقان قبل عدة أسابيع أسوأ موجة من الفيضانات تشهدها المنطقة منذ نحو قرن من الزمان
. وقال نيكو كوفاتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي "سنقدم بطولة رائعة إذا كافحنا في الملعب مثلما كافح هؤلاء الناس" في إشارة إلى نحو 15 ألف كرواتي شردوا من منازلهم بسبب الفيضانات.
ويسعى لاعبو المنتخب الكرواتي إلى تقديم عروض قوية في البطولة ليقدموا إلى مواطنيهم ما يسعدهم بعد المعاناة التي تعرضوا لها في هذه الفيضانات.
ولكن مهمة المنتخب الكرواتي لن تكون سهلة في هذه البطولة حيث يستهل الفريق مسيرته في البطولة بمواجهة المنتخب البرازيلي صاحب الأرض وذلك في المباراة الافتتاحية للبطولة والمقررة في 12 يونيو الحالي.
كما يلتقي المنتخب الكرواتي ، في مباراتيه التاليتين بالمجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة نظيريه المكسيكي والكاميروني.
ولكن هذا لا يعني أن المنتخب الكرواتي ليس لديه المواهب القادرة على تقديم أفضل عروض في كأس العالم.
وساهم النجم الكرواتي لوكا مودريتش لاعب خط وسط ريال مدريد الأسباني في فوز الريال بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم المنقضي كما لعب مواطنه إيفان راكيتيتش صانع ألعاب أشبيلية الأسباني دورا بارزا في فوز أشبيلية بلقب الدوري الأوروبي قبلها بأيام قليلة.
ومع وجود هذا الثنائي في خط وسط المنتخب الكرواتي ووجود الثلاثي الهجومي الخطير المكون من ماريو ماندزوكيتش (بايرن ميونيخ الألماني) وإيفيكا أوليتش (فولفسبورج الألماني) وإدواردو دا سيلفا البرازيلي الأصل (شاختار دونيتسك الأوكراني) .
وإلى جانب هؤلاء النجوم البارزين ، يتألق أيضا كل من إيفان بيريسيتش وداريو سرنا وديجان لوفرين ولاعب الوسط الشاب ماتيو كوفاسيتش /20 عاما/ مما يعني أن كوفاتش لديه مجموعة متميزة من المواهب في صفوف الفريق.
ولكن الفريق سيفتقد عنصرا أساسيا مهما في المونديال البرازيلي حيث يغيب المدافع المخضرم جوسيب سيمونيتش للإيقاف عشر مباريات من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بعد التحية النازية التي صدرت منه.
ورفضت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) التماسا تقدم به سيمونيتش /36عاما/ لرفع العقوبة التي فرضت عليه.
وبغض النظر عن غياب سيمونيتش ، يعود المنتخب الكرواتي إلى الظهور في النهائيات بآمال هائلة بعدما غاب عن بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وحجز المنتخب الكرواتي مكانه في المونديال البرازيلي من الباب الضيق وبعد التغلب على نظيره الأيسلندي في الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2014.
ولعب كوفاتش وشقيقه روبرت لعقد كامل على الأقل في صفوف المنتخب الكرواتي. والآن يتولى الشقيقان تدريب الفريق أملا في استعادة أمجاده على الساحة الدولية من خلال المونديال البرازيلي.
وتولى نيكو كوفاتش تدريب الفريق في تشرين أول/أكتوبر الماضي خلفا للمدرب إيجور ستيماتش واختار شقيقه روبرت مدربا مساعدا له.
وكانت المهمة الأولى للأخوين كوفاتش هي قيادة المنتخب الكرواتي لنهائيات كأس العالم 2014بالبرازيل.
وحل المنتخب الكرواتي ثانيا في المجموعة الأولى بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال وكان عليه عبور عقبة المنتخب الأيسلندي في الملحق الأوروبي.
وتغلب المنتخب الكرواتي ، بعد تولي الشقيقين كوفاتش المسؤولية ، على الضغوط الواقعة عليه باعتباره المرشح الأقوى في هذه المواجهة وانتزع تعادلا سلبيا ثمينا مع نظيره الأيسلندي ذهابا في ريكيافيك ثم تغلب عليه 2/صفر إيابا في زغرب ليحجز مكانه في النهائيات.
وتحدو الفريق الكرواتي حاليا آمال عريضة بتقديم المستوى الذي كان عليه الفريق في مونديال 1998 بفرنسا عندما قاد نيكو كوفاتش الفريق كلاعب للفوز بالمركز الثالث في البطولة.
كما شارك كوفاتش في بطولتي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا ولكنه فشل في عبور دور المجموعات بالبطولتين عندما كان روبرت كوفاتش أحد لاعبي الفريق.