نشرت " منظمة الصحة العالمية WHO" كتابها الاحصائى لعام 2014 ، و الذى كشفت فيه ان السكان فى العالم حققوا مكاسب كبيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع و اصبح الناس في كل مكان يعيشون حياة أطول عمرا و استنادا إلى المعدلات العالمية الجديدة فان الفتاة التي ولدت في عام 2012 يمكن أن نتوقع لها أن تعيش لنحو 73 عاما، والصبي الذى ولد فى نفس العام يتوقع ان يعيش ليصل الى 68 عاما ، وهذه الارقام تعكس زيادة قدرها " ست سنوات " أطول من متوسط العمر العالمي المتوقع للمولودين في عام 1990. تقرير منظمة الصحة العالمية للإحصاءات السنوية يبين أن البلدان المنخفضة الدخل حققت أكبر قدر من هذا التقدم ، بمتوسط زيادة في متوسط العمر المتوقع يقدر بنحو 9 سنوات خلال الفترة من 1990-2012. وحققت ست دول أعلى زيادة فى متوسط العمر المتوقع و هى "ليبيريا" التي حققت زيادة بلغت 20 عاما (بعد ان كان متوسط الاعمار 42 سنة في عام 1990 ليصل إلى 62 سنة في عام 2012) تليها أثيوبيا (و كان متوسط العمر 45 عاما و اصبح 64 عاما)، جزر المالديف ( كان 58 عاما و اصبح 77 عاما)، وكمبوديا (54-72 عاما)، وتيمور الشرقية (50-66 عاما) ورواندا (48-65 عاما). وتقول الدكتورة مارجريت تشان ، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "ان أحد الأسباب الهامة وراء زيادة متوسط العمر العالمي المتوقع هو انخفاض معدلات وفاة الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة ، ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء، فلا يزال الناس في البلدان ذات الدخل المرتفع لديهم فرصة أفضل بكثير ليعيشون حياة أطول من الناس في البلدان ذات الدخل المنخفض". وتشير ارقام منظمة الصحة العالمية الى ان الصبي الذى وُلد في عام 2012 في دولة ذات دخل مرتفع يمكن أن نتوقع أن يعيش حتى سن حوالي 76 عاما و هو عمر يزيد بنحو 16 عاما عن نظيره الذى وُلد فى نفس العام في بلد منخفض الدخل (حيث متوسط العمر لا يزيد عن 60 عاما ).. و تشير الارقام الى انه بالنسبة للاناث فالفرق اكثر اتساعا حيث هناك فجوة تصل الى نحو 19 عاما تفصل بين متوسط العمر المتوقع في البلدان ذات الدخل المرتفع (82 عاما) ونظيره فى البلدان ذات الدخل المنخفض (63 عاما). وتفيد الاحصائيات الجديدة بان النساء أينما كن يعيشن في هذا العالم، فهن يعشن أطول من الرجال بصفة عامة ، والفجوة بين الذكور والإناث فى متوسط العمر المتوقع هو أكبر في البلدان المرتفعة الدخل حيث يبلغ ست سنوات أطول من الرجال ، وفي البلدان ذات الدخل المنخفض، الفرق هو نحو ثلاث سنوات. والسيدات في اليابان لديهن أطول عمر متوقع في العالم و يقدر بنحو 87 عاما، تليها اسبانيا وسويسرا وسنغافورة و ايطاليا ، وكان متوسط العمر المتوقع للإناث في اكبر 10 دول هو 84 عاما أو أكثر ، بينما بلغ متوسط العمر المتوقع بين الرجال 80 عاما أو أكثر في أيسلندا وسويسرا واستراليا و اسرائيل و سنغافوره. ويقول الدكتور تييس بورما، مدير إدارة الإحصاءات الصحية ونظم المعلومات في منظمة الصحة العالمية " انه في البلدان ذات الدخل المرتفع ، كان جزء كبير من الزيادة في متوسط العمر المتوقع بسبب النجاح في متابعة الأمراض التى تسبب الوفاة المفاجئة " فقد اصبح عدد الرجال والنساء الذين يموتون قبل وصولهم إلى سن الستين نتيجة أمراض القلب اوالسكتة الدماغية اقل بكثير مما كان عليه ، حيث أصبحت الدول الغنية اكثر و أفضل قدرة في رصد ومتابعة مثل هذه الحالات و على راسها الاسباب المسببة لهذه الوفيات المفاجئة مثل ارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال ، كذلك فان انخفاض استخدام التبغ هو أيضا عاملا رئيسيا في مساعدة الناس على العيش لفترة أطول في عدة بلدان. اما على الطرف الآخر من المقياس، نجد ان العمر المتوقع لكل من الرجال والنساء لا يزال أقل من 55 عاما في تسعة بلدان أفريقية جنوب الصحراء الكبرى وهى : أنجولا، وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليسوتو وموزمبيق ونيجيريا وسيراليون . و يشير التقرير الى انه في جميع أنحاء العالم ، هناك تحولا كبيرا يحدث فى مسالة طول العمر و الانجاز فى المجال الصحى و لكن هناك ارقام و حقائق اساسية لا يمكن اغفالها : هناك ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء الوفاة المبكرة وهي أمراض القلب والشرايين، والتهابات الجهاز التنفسي السفلي (مثل الالتهاب الرئوي) والسكتة الدماغية . - هناك 22 بلدا (جميعم في أفريقيا) و تعد ( الوفيات المبكرة) هى السبب الرئيسى لخسارتهم 70٪ أو أكثر من متوسط سنوات العمر ، وذهه الوفيات المبكرة لا تزال ناجمة عن الأمراض المعدية والظروف ذات الصلة. - في الوقت نفسه، هناك 47 بلدا (معظمها ذات الدخل المرتفع) تعد الوفيات الفجائية هى السبب فى أكثر من 90٪ من سنوات الحياة المفقودة. - حوالي 44 مليون (6.7٪) من أطفال العالم الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من زيادة فى الوزن أو السمنة في عام 2012 . . عشرة ملايين من هؤلاء الأطفال كانوا في افريقيا . - الولادة المبكرة مثلت (17.3٪) لمعظم الوفيات التى تحدث بين الأطفال دون سن الخامسة ؛ بينما الاصابة بمرض الالتهاب الرئوي كانت هى المسؤول عن ثاني أعلى عدد من الوفيات بين هؤلاء الاطفال بنسبة بلغت (15.2٪). - بين عامي 1995 و 2012، تم علاج 56 مليون شخص بنجاح من مرض السل وتم وقاية و انقاذ اكثر من 22 مليون شخص اخرين من براثن المرض الذى يصيب الجهاز التنفسى. - ثلث جميع الوفيات على مستوى العالم فقط هى التى يتم تسجيلها في السجلات المدنية .