أعلنت سوريا عن إجراء انتخابات الرئاسة في الثالث من يونيو/ حزيران مما يمهد الطريق أمام الرئيس بشار الأسد، لتحدي معارضة واسعة النطاق لحكمه وتمديد بقائه في السلطة بعد أيام من تصريحه بأن مجريات الحرب تسير في صالحه. ووصفت دول غربية وخليجية تساند معارضي الأسد خطط إجراء الانتخابات بأنها "مسخ للديمقراطية"، وقالت إنها ستقوض جهود التفاوض للتوصل إلى تسوية للسلام. وانهارت محادثات دعمتها الأممالمتحدة في جنيف في فبراير، ولم تسفر عن اقتراب الجانبين من التوصل لاتفاق لا سيما بشأن رحيل الأسد عن السلطة. ولم يعلن بعد عن موعد لاستئناف المحادثات. مستشار الشئون الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض علق بان الانتخابات دلالة على أن الأسد غير مستعد للسعي إلى حل سياسي للصراع. واصفا ذلك بقوله "هذه حالة انفصال عن الواقع وحالة إنكار.. لم تكن لديه شرعية قبل هذه الانتخابات التمثيلية ولن تكون له شرعية بعدها. و"لا نعلم أي ممثل سيأتي به منافسا له لكننا لا نأخذ الأمر بجدية." من جانبه جدد الاتحاد الأوروبي تأكيد موقفه المعارض لاجراء انتخابات في الوقت الراهن قائلا: إن اجراءها "في خضم الصراع وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام فقط وفي ظل نزوح ملايين السوريين عن ديارهم ستكون مسخا للديمقراطية ولن تتمتع بأي مصداقية على الإطلاق، وستقوض الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي." وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية "النظام السوري، تحت قيادة عائلة الاسد لم يجر قط انتخابات نزيهة وحرة وجديرة بالثقة واتخذ خطوات قانونية وادارية بما يضمن أن هذه الانتخابات لن تكون نزيهة. ورغم ان بشار الأسد لم يعلن ترشحه في الانتخابات لكن الاستعدادات لترشحه بدأت بالفعل في مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية بالعاصمة دمشق. واعلن رئيس مجلس الشعب السوري ، إن طلبات الترشح للرئاسة ستقبل حتى الأول من مايو /أيار. وأضاف أن تصويت السوريين في سفارات البلاد بالخارج سيكون يوم 28 مايو . ووضع مجلس الشعب السوري في مارس قواعد تتيح للمقيمين فقط الترشح لانتخابات الرئاسة، مما يحرم الكثيرين من معارضي الأسد الذين يعيشون خارج سوريا من الترشح. رؤساء سوريا.. منذ الاستقلال حتى الان بعد انسحاب القوات الفرنسية من سوريا في أبريل 1946, عرفت البلاد انتخابات جاءت بشكري القوتلي رئيسا للجمهورية العربية السورية الوليدة, إلا أن هذه التجربة لم تدم طويلا, فشهدت سوريا انقلابا بقيادة حسني الزعيم عام 1949 أطاح بحكومة القوتلي. وسرعان ما أعقب ذلك انقلاب مماثل في العام نفسه بقيادة سامي الحناوي, وأطاح بهذا الأخير انقلاب ثالث بقيادة أديب الشيشكلي, إلا أن تصاعد المعارضة الشعبية للشيشكلي اجبرته على الاستقالة ومغادرة البلاد, لتحكم سوريا من جديد حكومة مدنية برئاسة شكري القوتلي. وفي أواخر الخمسينات من القرن الماضي حدثت الوحدة بين سوريا ومصر, واختلف المحللون والخبراء في الدوافع والأسباب التي وقفت وراء تلك الوحدة الاندماجية بين البلدين. وأيدت غالبية الشعب السوري حينذاك الوحدة في استفتاء أجري في فبراير من عام 1958 وبموجب نتائجه أصبح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيسا لسوريا التي أصبحت "الإقليم الشمالي" في دولة الوحدة مع مصرالتي سميت "الجمهورية العربية المتحدة". غير أن تجربة الوحدة لم تدم طويلا , ففي سبتمبر 1961, وقع انقلاب بقيادة عبد الكريم النحلاوي وعفيف الكزبري وأعلن بموجبه انفصال سوريا عن مصر, وبعد أن تم انتخاب برلمان جديد, اختير ناظم القدسي رئيسا لجمهورية سوريا في حكومة الانفصال (14 ديسمبر1961- 8 مارس 1963 ) . في عام 1963, وعقب انقلاب أخر, وصل حزب البعث العربي الاشتراكي إلى سدة السلطة, وحكم سوريا بشكل مؤقت لؤي الأتاسي ثم أعقبه أمين الحافظ, الذي حكم من يوليو 1963 وحتى فبراير1966, حين أطاح به انقلاب نتج عن خلافات داخلية في حزب البعث. ثم دفعت قيادة البعث بنور الدين الأتاسي رئيسا للجمهورية, وفي عهده فقدت سوريا جزءا من أراضيها وهي هضبة الجولان نتيجة لحرب 1967 مع إسرائيل. وفي عام 1970, قام وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد بعزل الأتاسي, وعرفت سوريا رئيسا مؤقتا من جديد هو أحمد الخطيب, الذي شغل منصب الرئاسة لفترة وجيزة انتهت في فبراير 1971 حين تمكن حافظ الأسد من إحكام سيطرته على البلاد. ومع وصول الأسد إلى السلطة في فبراير 1971, ظل في منصب الرئاسة حتى وفاته عام 2000, وعندها سارع مجلس الشعب إلى تعديل الدستور على عجل ليسمح لنجله بشار الأسد بالوصول إلى سدة الحكم, وهو ما تم بالفعل في يوليو من عام 2000.