الأخبار 21/01/08 لا مبالغة في القول بأن النداء الذي اطلقه الرئيس مبارك بالأمس خلال تكريمه المستحق للعلم والعلماء، بأن تقوم في مصر شراكة مجتمعية شاملة ومتكاملة، لتمويل العلم بمختلف أبعاده وروافده، ابتداء من المدارس والجامعات، وانتهاء بمراكز البحث العلمي، هو الأخطر والأكثر اهمية وتأثيرا علي مسيرة مصر تطويرا وتحديثا. وهو الأخطر علي الإطلاق، والأكثر اثرا في تحديد مكان ومكانة مصر ومستقبلها علي خريطة العالم علي اتساعه، وعلي خريطة المنطقة الإقليمية علي شمولها. وأحسب انه لا يخفي علي أحد فينا أو في العالم اليوم، أن مواقع الدول وثقلها ووزنها وقوتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كلها تحسب بمدي تقدم التعليم بها، ومدي اهتمامها به، ومدي جودته، ومدي ما يخرج منه في محصلته النهائية، إعدادا وتأهيلا لسوق العمل وجميع مناحي التنمية في المجتمع سواء في الصناعة أو الزراعة أو التقنية التكنولوجية بجميع فروعها وأنواعها. وأحسب أيضا أن علي مصر الآن وهي تطرق بإصرار وبشدة علي ابواب التنمية والتحديث والتطور، أن تدرك ان ذلك لا يمكن ان يتحقق بصورة كاملة وصحيحة دون الاهتمام الكامل بالعلم، والتعليم، ودون أن يكون العلم والتعليم هما وسيلة هذا التطور وذلك التحديث وتلك التنمية، وهما الطريق الوحيد والممكن للوصول لتلك الغاية. وأحسب كذلك أن الوقت قد حان الآن كي ندرك ونقتنع أن تلك ليست مسئولية الحكومة وحدها بل هي مسئولية الدولة بكل أجنحتها وجميع المواطنين، فهي مسئولية مجتمعية مشتركة يجب ان تتضافر لتحملها والقيام بها جهود القطاع الخاص والأهلي بجوار الحكومة.. بل وقبلها وبعدها في أحيان،..، إذا ما أردنا ان ندخل وبصدق وبجدية عالم الحداثة والتطور والتنمية الشاملة. وأعتقد أن الوقت قد حان ايضا كي يدرك المجتمع الأهلي والقطاع الخاص، ورجال الاعمال في مصر، أن عليهم دورا مؤثرا وفاعلا في دعم وتقوية البيئة المجتمعية المصرية، والتطور والتقدم في مصر، وأن ذلك بمثابة الواجب الوطني والاجتماعي الملزم والضروري لمصلحة المجتمع ومصلحتهم. ويجب عليهم الإدراك أن ذلك الدور يمتد ويشمل جميع أوجه النشاط الاقتصادي والثقافي والاجتماعي،..، إسهاما في تقدم المجتمع ووضعه علي الطريق الصحيح نحو التقدم والرخاء وملاحقة روح العصر وعلومه وإنجازاته، وأن ذلك لن يحدث ولن يتحقق دون تقدم علمي صحيح وفاعل ومتطور وهو ما لا يمكن ان يتم دون الاهتمام الشامل بالتعليم في منظومته المتكاملة. فهل يستوعب القطاع الخاص ورجال المال والأعمال في مصر قيمة وخطورة هذا النداء؟ أحسب أننا سنري استجابة سريعة.. تتوافق مع قدر إدراكهم وحسهم الوطني بالمصلحة العامة ومصلحتهم الخاصة أيضا. المزيد فى أقلام وآراء