المنطقة المحيطة بتشوسيشتراس في المنطقة الخطرة حيث كان يوجد حائط برلين، ربما لا يمكن مقارنتها بمنطقة ريد هوك في بروكلين بنيويورك. ولكن المعماريين ومخططي المدن يرون تشابها في النمو السريع للمنطقتين الخربتين ولا سيما في دور الفنون في دفع عملية التجديد. وفي الوقت الذي تمر فيه كل من برلينونيويورك بإزدهار معماري، فإن المقارنة بين المدينتين تمكننا من القاء الضوء على كيفية تأثير الفنون والهجرة والنشاط المحلي على التنمية الحضرية. وهي الفكرة وراء «حوار برليننيويورك: العمارة في الاطار» وهو معرض في مركز المعمار في غرينتش فيلدج سيتجه لبرلين في شهر مارس (آذار) المقبل. وقالت لينت ويدر امينة المعرض ورئيسة قسم العمارة في كلية رود ايلاند للتصميم «المدينتان على حافة انتقال يوضح كيفية حدوث التنمية». والسؤال المطروح في نيويورك هو ما اذا كان يمكن للمدينة الحفاظ على الازدهار المعماري بينما يكون السؤال في برلين هو ما اذا كان يمكن للمدينة في الغاء تأثير سنوات الانكماش. وأوضحت ويدر أن « المانيا تنظر لأميركا كنموذج لسوق اكثر تحررا». ويقدم نموذج توحيد برلين لسكان مدينة نيويورك وسيلة جديدة للتفكير في الحواجز السيكولوجية في مدينتهم. ويقول فريدريك بي وهو مدير تنفيذي لفرع نيويورك للمعهد الاميركي للمعماريين «ان الطريقة التي قسم بها حائط برلينالمدينة لفترة طويلة لدينا مثله في نيويورك، ولكننا لا نراه. هناك اشخاص لم يذهبوا ابدا الى ابعد من شمال الشارع 14 او لم يذهبوا في حياتهم الى ريد هوك. وهذا هو الدرس الذي تعلمناه من برلين. ما الذي تتعلمه برلين منا؟ اعتقد انها مسألة الحجم كيف نعيش بطريقة اكثر عظمة». ويستمر المعرض حتى 26 يناير (كانون الثاني) المقبل وهو جزء من مهرجان برلين الكبرى الذي يشمل محاضرات وبرامج ترفيهية في عدد من المؤسسات مثل قاعة كارنغي ومتحف الفن الحديث ومتحف سولومون غاغنهايم ومعهد غوته. وبدلا من التركيز على المباني ذات القيمة فقط بحث المعرض ولجنة النقاش قضايا مثل كيف تعيد برلين وضعها في الحياة الثقافية والفكرية وكيف تحاول نيويورك الحفاظ على سمعتها كمركز ابداعي، حتى في الوقت الذي يفقد الفنان وضعه في الاحياء التي ساهم في تجديدها. وقالت كريستين رينغ مديرة المركز الالماني للعمارة في برلين «لم نحاول عقد مقارنات فردية. بل حاولنا التقاط نظريات وأفكار يمكن للواحد منا تحويلها الى حوار». فعلى سبيل المثال يبدو ان المدينتين قد اكتشفتا امكانيات السواحل في السنوات الاخيرة، حيث ظهر عدد كبير من المباني التجارية والسكنية بالقرب من شواطئ نهر سبريي في برلين وفي المقابل يعد المعماريون العديد من الخطط لتطوير شواطئ ايست ريفر في مانهاتن. وتجدر الاشارة الى ان اميني المتحف لديهما علاقة ما ببرلين. فلينت ويدر عاشت هناك لمدة 8 سنوات بينما عاشت رينغ هناك منذ 1991. كما ان صوفي ستيغليانو مديرة المعارض في مركز العمارة المانية الاصل وكانت تعيش في برلين. ويتعامل المعرض مع نظريات مثل الهجرة والنمو الاقتصادي والنشاط السياسي في ثلاثة احياء في كل مدينة: ريد هوك في نيويورك ووساوث برونكس وتشيلسي، وفي برلين تشاوسيشستراسي وميتي/ برنزلور بيرغ ومنطقة نهر سبري. كما يفحص المعرض عدة مشروعات في كل حي. ففي نيويورك يشمل ذلك مركز مدرسة الفنون في برونكس ومدرسة ابتدائية صممها ويز اند يوز في مصنع تم تحويله لمدرسة ويشير المعرض الى المدرسة كنموذج «للثقافة كنقطة جذب»: اثرت برامج التدريس الفنية تأثيرا كبيرا على الحي. وفي برلين تشمل المشاريع الكسندر بالتز وهو مركز برج التلفزيون وبرولينا هاوس لبيتر بهرنز بالاضافة الى التنمية الاشتراكية القديمة عبر كارل ماركس وهي نموذج لما يطلق عليها الحداثة الشرقية. ويحاول الامناء تمثيل مناطق في مراحل مختلفة من التنمية احياء كاملة التنمية مثل تشيلسي او سباندور فورستاد ومناطق ناشئة مثل ريد هوك او سبري ومناطق غير تقليدية مثل موت هافن وهانتس بوينت في برونكس او تشاوسيشتراسي. وفي الوقت الذي يميل فيه المطورون المحليون الى القول الاخير في نيويورك، فإن المهندسين يكلفون بتصميمات عبر منافسات مفتوحة في برلين. وهو الامر الذي يعني ان العمارة اكثر اهمية في الحياة العامة في برلين عما هي عليه في نيويورك. وفي المعرض الخاص بالمدينتين الذي يشمل مجموعات من الصور والخرائط المعلومات الاحصائية والمقابلات تواجه المعروضات بعضها البعض. وقالت لينت ويدر «تحتاج تشاوسيشتراسي وريد هوك في حاجة للحديث مع بعضهما البعض، لوجود تاريخ مشترك بينهما مثل نمو القواعد الاساسية الاجتماعية وتنمية على نطاق واسع، مثل مستودع ايكيا للاثاث في بروكلين ومركز جديد للاستخبارات الالمانية، التي قررت نقل 4 الاف من العاملين فيها من فرانكفورت الى برلين. وفي الوقت نفسه حاول امينا المتحف تجنب التوسع في المقارنات. «لقد تأكد لنا ان نقاط الاختلاف اكثر اهمية من نقاط التشابه».