الإصرار على "إنهاء أي وجود لطالبان في أفغانستان"،هذا ماأعلنه الرئيسان الأفغاني حميد كرزاي ونظيره الأمريكي جورج بوش. التصريحات وردت بعد أن التقى الرئيسان أمس الإثنين في كامب ديفيد، في اجتماع اعتبره مسؤولون أمريكيون اجتماعا استراتيجياً لبحث خطة مكافحة طالبان والقاعدة. الزعيمان اتفقا على عدم تقديم أي تنازل من أجل الإفراج عن الرهائن الكوريين الجنوبيين، الذين تختطفهم حركة طالبان منذ أكثر من أسبوعين. ونُقل عن الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو قوله إن "الزعيمين أجمعا على ألا يكون الإفراج على الرهائن نظير مقابل" كرزاى تحدث أيضاً لوقت قصير مع بعض مساعدى بوش الرفيعى المستوى ومنهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس، ثم اصطحبه بوش بجولة فى عربة جولف. ويلاحظ المراقبون أنه في أول لقاء بين الرئيسين منذ سبتمبر الماضي ،وبعد استنجاد سول بواشنطن لحل أزمة الرهائن الكوريين، تهيمن عودة طالبان إلى ساحة أفغانستان ،وسبل التصدي لها بقوة ،الى جانب إيجاد حل ينهي أزمة الرهائن الكوريين المحتجزين منذ أكثر من أسبوعين على اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي جورج بوش بنظيره الأفغاني حامد كرازاي في منتجع كامب ديفيد.
ويأتي اللقاء فيما يتعرض كرزاي لانتقادات حادة بسبب الفساد المتفشي في حكومته وعودة الحركة التي تشن هجمات بصورة يومية على قوات الاحتلال والقوات الأفغانية في بلاده، وتصاعد سقوط ضحايا مدنيين أفغان خلال عمليات لقوات الاحتلال ، إلا أن الناطق باسم البيت الأبيض، توني سنو أشاد بالخطوات العظيمة التي خطتها أفغانستان تحت قيادته .
أزمة الرهائن ======== ويتزامن اللقاء مع تراوح أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين مكانها، وسط تقارير أفادت بأن وفداً كورياً جنوبياً يجري مباحثات مع مسلحي الحركة للاتفاق على مكان لعقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين. قارئ يوسف - المتحدث بلسان طالبان-قال إنه إذا لم يتم الاتفاق على تبادل للسجناء، فإن مصير الرهائن سيكون من مسؤولية الزعيمين. وقال قارئ يوسف أن الوفد الكوري الجنوبي المتفاوض أبلغ طالبان أن الرئيس الكوري الجنوبي طلب من نظيره الأمريكي، بذل المساعدة من أجل التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح السجناء من أعضاء الحركة الأفغانية المسلحة. من ناحيته أكد الناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية إن الحكومة ستواصل جهودها من أجل حل هذه الأزمة، بشكل منفصل عن القمة الأمريكية الأفغانية.
وكان متظاهرون كوريون..اتهموا الولاياتالمتحدة بالمسؤولية عما حدث في أفغانستان، حيث أقام مائة من المحتجين الكوريين الجنوبيين، تظاهرة أمام السفارة الأمريكية في سيول، سلموا خلالها رسالة وجهوها إلى الرئيس بوش. وجاء في الرسالة: " ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تتحمل المسؤلية عن اختطاف الناس في أفغانستان. إن حادث اختطاف الكوريين كان بسبب الحرب الأمريكية." ومع تحدث تقارير عن اثنين من الرهائن الكوريين المحتجزين لدى طالبان مريضان وفي حالة خطرة،لم يتمكن الوفد الكوري المفاوض من الاتفاق مع طالبان على مكان لإجراء مفاوضات مباشرة من أجل الإفراج عن هؤلاء الرهائن الذين اختطفوا قبل أسبوعين، والذين قُتل منهم اثنان. الرئيس الأفغاني ،صرح بالقول "إنه سيبذل قصارى جهده من أجل الإفراج عن الرهائن، لكنه لن يقدم أي تنازل سيشجع على الاستمرار في اختطاف الرهائن، كما قد يشجع على الإرهاب."
وكانت عناصر طالبان خطفوا 23 كوريا جنوبيا فى 19 يوليو الماضى، ثم قتلوا اثنين منهم حتى الآن وتوعدوا بقتل البقية اذا لم تلب الحكومة الافغانية طلباتهم بما فيها اطلاق سراح ثمانية من طالبان محتجزين لدى الحكومة.
الرئيس الأفغاني وصل الأحد5/8 إلى كامب ديفيد في زيارة استغرقت يومين، أجري خلالها محادثات مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وكبار المسؤولين الأمريكيين، فيما يتوقع أن يلتقي في بحر هذا الأسبوع بالرئيس الباكستاني برويز مشرف، لمناقشة قضايا تتعلق بالمعارك ضد المليشيات المسلحة على جانبي الحدود بين البلدين.
مسؤولو الحكومة الامريكية وصفوا الإجتماع بأنه "جلسة استراتيجية " خاصة بين الشركاء وفرصة للتأكيد من جديد على دعم الولاياتالمتحدة الثابت لحكومة كرزاى التى تعانى من وضع لا تحسد عليه.
وبالرغم من أن افغانستان تعد بقيادة الرئيس حميد كرزاى حليفا قويا للولايات المتحدة، الا أنها تعانى الامرين فى مواجهة عمليات طالبان المسلحة ومكافحة تجارة تهريب المخدرات المستمرة.
وكان العام الماضى قد شهد أشرس اشتباكات منذ الإطاحة بحكم طالبان فى عام 2001 ، وذلك بسبب إعادة طالبان تنظيم صفوفهاو يساعدها فى ذلك الاماكن الآمنة، وأماكن التدريب على المناطق الحدودية مع باكستان ،والأموال التى تأتيها من الأغنياء اصحاب مزارع الافيون. وتزعم طالبان بان عام 2007 سيكون الأكثر دموية للقوات الاجنبية ، مؤكدة أن لديها الآلاف من الإنتحاريين المتحمسين المستعدين لتفجير انفسهم.
تزايد سقوط مدنيين ========== ومع تعرض حكومة كرزاي لانتقادات شديدة في الداخل إثر تزايد سقوط المدنيين خلال عمليات حلف شمال الاطلسي "الناتو" والتي أدت لتصاعد مشاعر العداء والسخط الشعبي على القوات الدولية.حمل الرئيس الأفغاني على الناتو بقوة في يونيو الماضى وا تهمه بعدم المبالاة ، وصب جام غضبه على القوات الأجنبية في بلاده قائلاً "أرواح الأفغان ليست بالرخيصة ويجب أن لا تعامل على هذا النحو".
إحصائية دولية كشفت أن أعداد المدنيين الأفغان الذين سقطوا في عمليات عسكرية لقوات الناتو يفوق قتلى الهجمات التي يشنها مقاتلو طالبان ضد تلك القوات الدولية ويسقط فيها المدنيون والأهالي،وأشارت الى أن طالبان تشن هجمات ضد قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في مناطق مأهولة، وتنسحب للاختفاء في مساكن المدنيين التي تستهدفها القوات الغربية بهجمات واسعة وغارات جوية". وقدرت إحصائية سابقة أن هجمات الاحتلال قتلت 203 أفغانياً من المدنيين خلال عملياتها حتى 23 من يونيو الماضي، مقابل 178 سقطوا في هجمات طالبان، خلال نفس الفترة ، وفق أرقام رسمية أفغانية ودولية. وتشير التقارير الى ان اكثر من 4 الاف شخص لقوا مصرعهم فى افغانستان فى اشتباكات العام الماضى، ربعهم من المدنيين.
القمة الأفغانية الأمريكية حاولت تعزيز الزعيم الافغاني، والذى أصبحت قبضتة على الامور ضعيفة فى أفغانستان، التى يدور فيها القتال منذ أكتوبر 2001 وحتى الآن بين "طالبان" وقوات حلف "الناتو" والولاياتالمتحدة الأميركية، ويتجاور معه قتال آخر يدور بين القبائل الأفغانية المنقسمة بين "طالبان" وكرزاي، وتتقاطع معه حرب بين الجيش الباكستاني و"القاعدة"، وعناصر من "طالبان" للحيلولة دون دخولهم إلى باكستان...فهل يمكن أن تصلح هذه القمة ،ما أفسدته هذه الحروب المتقاطعة ،خاصة فى بلد له تاريخ من الانقسامات القبلية والعشائرية ؟ 7/8/2007