كشف خبير إسرائيلي النقاب عن الدور الذي لعبته إسرائيل في بناء المفاعل النووي الإيراني في حقبة السبعينات حينما تمتعت إسرائيل بعلاقات وثيقة مع شاه إيران وزود الخبير الإسرائيلي موطي بلوخ (73 عاما) صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بصور لم تنشر سابقا للمنشأة النووية في بوشهر ولقبة المفاعل النووي الإيراني كان التقطها أثناء عمله في إيران. وأشار بلوخ الذي كان يحظى برعاية مدير عام وزارة الدفاع آنذاك الرئيس الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز الذي عينه مسؤولاً عن أمن المفاعل النووي في ديمونا، وجهات استخباراتية، إلى أنه بدأ عمله في إيران عام 1970، في شركة "سريك إيران"، مع 15 تقنياً إسرائيلياً و750 إيرانياً. وقال بلوخ "كان العمل الأساسي هو إقامة أنظمة إنذار بحيث تمنح الحماية الجوية لكل مساحة فارس (إيران)"، مشيرا إلى أنه أقام 14 موقع اتصالات وكل موقع شمل قبتي رادار، وأربعة هوائيات، وبرج اتصال واحداً على الأقل، وانتشرت المواقع من الحدود الجنوبية مع باكستان، مرورا ببندر عباس في الخليج وبوشهر ومركز إيران- شيراز، أصفهان، حتى طهران. وأضاف بلوخ أن "الشركات الإسرائيلية كانت تنشط في إيران، كشركة "كور آسيا" و"سوليل بونبه" إلا أن عملنا كان يتم في الظل، ولم نكشف للأضواء، لم يعرفنا أحد، كان عملنا ذا طابع أمني قدمنا مساعدة أمنية، فقد عملنا على تركيب أنظمة عسكرية". وتابع أن التعاون الأمني تطور بخطى حثيثة وباعت إسرائيل لإيران سياجاً إلكترونياً، وطلبت إيران أن نبني جدارا يحيط ببئر نفط كخطوة أولى. وأشار إلى أنه فيما بعد منحت شركة " نورتروب" الأمريكية التي زودت إيران بطائرات مقاتلة من طراز إف14، شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية أعمال الصيانة لتلك الطائرات. وقال بلوخ "شركة نورتروب أدخلت إسرائيل من الباب الخلفي"، مضيفا "خططنا وأقمنا مبنى الصناعات الجوية في طهران، ونفذنا مشاريع في المطار الرئيسي في إيران الذي يقع في مهرباد". وتنقل الصحيفة عن بلوخ أن قاعدة بوشهر كانت تحظى باهتمام الإيرانيين بشكل خاص وقال "أقيمت القاعدة على بعد 20 كلم من المدينة غربي الخليج. وبخلاف باقي المواقع تجول هناك أناس من كثير من دول العالم. وحينما رأيت عام 1973 البنى التحتية والحفريات، أدركت ما الذي يتم الإعداد له هناك. كنت ألتقي المسؤولين وبعد زجاجة بيرة أو اثنتين فهمت منهم ما الذي سيجري في بوشهر". "في عام 1974 وقعت إيران مع الشركة الألمانية "كريفت" عقدا لإقامة مفاعلين نوويين. وكان هذا واضحا بالنسبة لي من البنى التحتية التي أقيمت. وفي تلك الفترة كان أعداء إيران هم أعداءنا؛ العراق وسوريا، ومع مصر كان هناك مشاكل". وتنقل الصحيفة عنه إشارته إلى العلاقة الوثيقة جدا آنذاك بين إيران وإسرائيل وقال "بنفس النسبة التي ساهمت فيها إسرائيل ببناء الصناعة الأمنية الإيرانية، ساهمت إيران في تأسيس التطوير التكنولوجي في إسرائيل". وأضاف "كانت إيران الدولة المسلمة الوحيدة التي اعترفت بنا. كان هناك الكثير من المشاريع التكنولوجية التي لم يتوفر لها التمويل في البلاد، وفي إيران ثمة أموال طائلة. حصلوا على معدات ما زالت تستخدم في المطار، ومنحت الصفقات المشتركة دفعة للتطوير التكنولوجي في البلاد". " بلغت العلاقات الوثيقة لذروتها حينما زار الجنرال الإيراني توفينيان البلاد، والتقى مع وزير الدفاع وقتها، عيزا وايزمان، وحضر، حسب تقارير غربية، تجربة إطلاق صاروخ. ووقعت إيران مع إسرائيل، في أعقاب ذلك، صفقة لشراء صواريخ أرض أرض إسرائيلية". وأشار إلى أن الشركة التي يعمل فيها والتابعة لشركة فرنسية تلقت في عام 1975، تعليمات بوقف العمل ووقف كل الصفقات التجارية في إيران. وقال"ربما لم يدركوا أن الأعمال التي كنا نقوم بها كانت تغطية لمساعدات أمنية، إلا أنهم كانوا يخشون أن تضر هذه الأعمال بالعلاقات مع العالم العربي".