دخلت اسرائيل وحركة حماس في الاونة الاخيرة مرحلة تصعيد لا نهاية واضحة لها تهدد باجهاض مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية. وكثف الجيش الاسرائيلي منذ عدة أسابيع ضرباته الجوية وتوغلاته البرية في قطاع غزة مكبدا المجموعات الفلسطينية المسلحة خسائر كبيرة غير ان هذه الضربات بدت عاجزة عن وقف اطلاق الصواريخ والقذائف على البلدات الإسرائيلية. ورأى المحلل العسكري شلومو بروم ان "اسرائيل تعمل على تحقيق هدف مزدوج وهو الحد الى اقصى مستوى ممكن من اطلاق الصواريخ واضعاف حماس. وهذا قابل للتحقق شرط تفادي حصول تصعيد لا يمكن السيطرة عليه للعنف من خلال الضرب بشدة بالغة ما سيؤدي الى نسف اعادة اطلاق عملية السلام".وبحسب الرئيس السابق لادارة التخطيط في الجيش الاسرائيلي فان المخرج الوحيد الممكن هو "وقف اطلاق نار مع حماس" الذي يمكن ان تتوصل اليه اسرائيل كونها في موقع قوة في حال كان لمسؤوليها الشجاعة لتبني هذا الخيار الاستراتيجي.وفي انتظار ذلك يتواصل التصعيد.وبعد توغل بالغ الدموية في قطاع غزة اوقع عشرات الشهداء الكثير منهم من المدنيين في 15 يناير،وانهمرت القذائف بشدة على جنوب اسرائيل. وتبنت حماس التي سيطرت في يونيو الماضي على قطاع غزة للمرة الاولى اطلاق القذائف.ومنذ الثلاثاء تعلن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس يوميا عن اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل.وامر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من جانبه مساء الخميس باغلاق كافة المعابر الحدودية بين اسرائيل وقطاع غزة.وخلال تفقده القوات الاسرائيلية المنتشرة في محيط قطاع غزة امر باراك بتكثيف "الغارات المحددة الهدف" ضد عناصر المجموعات المسلحة مع "مواصلة الاستعداد لهجوم واسع النطاق".غير ان الحكومة تتردد كثيرا في ارسال الجيش للقيام بمثل هذا الهجوم الذي ستنجم عنه،بحسب قيادة الاركان، خسائر كبيرة في الجانب الاسرائيلي وسيجبر الجيش على احتلال مناطق كاملة في قطاع غزة لاشهر عدة. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخميس خلال زيارة لسكان البلدات المجاورة لقطاع غزة لم يتم الاعلان عنها ان الجيش سيواصل هجماته بهدف وقف اطلاق الصواريخ عليهم.وفي الجانب الفلسطيني اكد نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "ان استمرار الغارات والتصعيد الإسرائيلي، يهدف إلى ضرب المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية". وطالب ابو ردينة، الادارة الامريكية ب "التدخل السريع كي لا تتدهور الامور بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وبالتالي ضياع الفرصة التاريخية للوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة بأسرها".وكان ابو ردينة يشير الى المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الهادفة الى التوصل الى اتفاق سلام هذا العام والتي بدأت اثر اجتماع انابوليس في 27 نوفمبر 2007 وتعززت اثر الزيارة الاخيرة للرئيس الامريكي جورج بوش لاسرائيل والضفة الغربية.من جانبه رأى وليد المدلل استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية في غزة ان حماس "تستغل وضع اولمرت الهزيل لايقاع ضحايا في صفوف الاسرائيليين استباقا للاحداث على اعتبار انها تتوقع الأسوأ بعد زيارة بوش وتريد ايصال رسالة انها قادرة على الرد".واضاف "اعتقد ان ما يجري من تصعيد اسرائيلي وضرب حماس للصواريخ هو كسر عظم بين اسرائيل وحماس بعيدا عن الهدنة فما يحصل يبدد احتمالات الهدنة". وعن الجانب الاسرائيلي قال المدلل "اولمرت يريد ان يسحب الاضواء بعيدا عنه قبل تقرير فينوغراد خصوصا ان وضع حكومة اولمرت ضعيف بعد انسحاب اسرائيل بيتنا من الحكومة وهو يعيش ازمة لذلك يريد تصدير الازمة بتكثيف الضرب لغزة كي لا يزاود عليه احد من اليمين (المتطرف) وليؤكد انه لا يقل تطرفا عنهم في مواجهة الصواريخ".