قال البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر جرح بتصريحاته المتكررة المسيحيين وخسر كل المسلمين. وقال البابا شنودة - فى حديث لصحيفة "الاهرام" نشرته السبت - إننى قرأت وثيقة "مجمع العقيدة والإيمان" التى صدق عليها بابا روما ووصف فيها الكنائس الارثوذكسية بأنها " كنائس معيبة " لأنها لا تؤمن برئاسة البابا كما وصفت الكنائس البروتستانتية بأنها "ليست كنائس حقيقية". وأضاف " أن بابا الفاتيكان يكسب أعداء فى كل مرة ففى تصريحاته الأولى قبل أشهر خسر المسلمين جميعا وعندما سافر إلى تركيا بعد هذه التصريحات لم يكن مرحبا به بل رفض كثيرون مقابلته وفرضت على تحركاته حراسة مشددة جدا أما هذه المرة فقد خسر كثيرا من الطوائف المسيحية لانه بدأ يخطىء فى المسيحيين أنفسهم " معربا عن تعجبه لهذه التصريحات التى تسبب خسائر فى مشاعر الناس. وأعرب البابا شنودة عن ثقته فى أن بابا روما يسير فى طريق وباقى الكاثوليك يسيرون فى طريق آخر فى بعض الأفكار بدليل وجود علاقات بين الكاثوليك والانجليكان داخل روما .. مشيرا إلى أن الكاثوليك انضموا إلينا فى مجلس كنائس الشرق الأوسط ويمثلون أسرة من أسرات مجلس كنائس الشرق الأوسط وتساءل " لو كانت كنائس الشرق الأوسط الارثوذكس والبروتستانت والانجليكان ليست كنائس حسب وثيقة البابا فلماذا انضم الكاثوليك إلى هذا المجلس؟". وشدد البابا شنودة على أن ما جاء فى وثيقة "مجمع العقيدة والإيمان" ليس جديدا على البابا بندكت بل تكرار لوثيقة سابقة أصدرها سنة 2000 عندما كان مسئولا عن لجنة التعليم والأديان وهو كاردينال وكل هذا لا يتفق مع ما أعلنته الكنيسة الكاثوليكية سابقا عن خلاص غير المؤمنين. وحول المطالبة بتعديل لائحة انتخاب البابا .. قال البابا شنودة إننا لا نعرف ماذا يريد من يطالبون بالتعديل وإذا طرح علينا مشروع متكامل ممكن النظر فيه لمطابقته بقوانين الكنيسة مضيفا " أنا لست ضد تعديل لائحة انتخاب البابا". ووجه البابا شنودة الشكر للرئيس حسنى مبارك الذى حرص وسط انشغاله بالكثير من القضايا والأحداث على الاتصال به والاطمئنان على صحته موجها كذلك الشكر لكل المسلمين الذين حرصوا على الاطمئنان على صحته. هذا وقد أكد مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك فى مصر فى اجتماع عقده الجمعه برئاسة البطريرك الانبا انطونيوس نجيب بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك أن الوثيقة الاخيرة التى صدرت عن الفاتيكان فى الاسبوع الماضى وتحمل توقيع البابا بنديكت الساس عشر هى وثيقة خاصة بطقوس الكنيسة الغربية ولا تطعن فى ايمان أى كنيسة أخرى على خلاف ما أوردته وسائل الاعلام مؤخرا. كما أكد المجلس أن الكنيسة الكاثوليكية تكن كل احترام وتقدير للكنائس غير الكاثوليكية وعلى رأسها الكنيسة القبطية الارثوذكسية وقداسة البابا شنودة الثالث، وكذلك للكنائس البروتستانتية. قال الانبا أنطونيوس نجيب إن مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك فى مصر أوضح أن الفاتيكان أصدر وثيقتين الاولى من مجمع تعليم الايمان بتاريخ 29 يونيو 2007 وتم اعلانها يوم 10 يوليو وتتضمن بعض نقاط تعليم الكنيسة الكاثوليكية عن الكنيسة، والثانية قرار توقيع البابا بندكتوس السادس عشر بتاريخ 7 يوليو 2007 ويخص الطقوس الغربية. الوثيقة الثانية بامكانية العودة اليها فى الغرب تخلو تماما من الاساءة الى أحد ولايوجد بها استمطار اللعنات والويلات على أحد كما اذعت بعض وسائل الاعلام، والغرض منها هو تحقيق رغبة الذين يريدون اقامة المراسيم الكنسية حسب الطقوس القديمة. وخلص البيان الى القول "انطلاقا من روح الانفتاح المسكونى الذى تتضمنه الوثيقة الاولى تأمل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر أن يزداد الحوار عمقا وفاعلية سعيا الى تحقيق الوحدة لخير البشرية جمعاء".