فشل حزب التنمية والعدالة التركي في أن يكون مثالا لحكم إسلامي ديمقراطي رشيد,رغم الجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة للترويج للتجربة التركية نموذجا للعالمين العربي والاسلامي رغم أن تركيا عضو مهم في حلف الاطلنطي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل, تسترد عافيتها الآن بعد فترة جفاء قصيرة ومن المؤكد ان اول أسباب الفشل يعود إلي ممارسات رئيس الوزراء أردوغان التي تنحونحو التسلط والفردية ويمارس في حكمه طغيانا متزايدا باعد بين الحزب وفئات واسعة من الشعب التركي, خاصة الشباب الذي لم تخمد ثورته منذ احداث ميدان تقسيم إضافة إلي تيار واسع من الطبقة الوسطي ورجال الاعمال, لايكتمون أستياءهم من المحاباة المتزايدة لانصار الحزب التي أدت إلي شيوع الفساد. وقبل عدة اسابيع استخدم رئيس شرطة اسطنبول السلطات المخولة له بعد ان زكمت رائحة الفساد الانوف,وشن حملة واسعة أدت إلي القبض علي أكثر من80 شخصا بينهم شخصيات اساسية داخل الحزب وثلاثة ابناء لوزراء الداخلية والبيئة والاقتصاد في حكومة أردوغان، الذي سارع بإعفاء رئيس الشرطة من منصبه وطرد50 ضابطا من اعوانه وأصدر قرارا بتعيين نائب عام جديد بهدف إفساد التحقيق, وكانت النتيجة أزمة خطيرة مع الشرطة والقضاء إضافة إلي ازماته المتكررة مع الجيش التركي، وخلافاته مع فئات عديدة من الطبقة الوسطي تشكو من حصاره لحرياتها العامة والخاصة، ويحصد الحزب خسائر فادحة في شعبيته تهدد بتآكل مصداقيته مع تزايد التضييق علي حرية الرأي والتعبير، والقبض علي عشرات الصحفيين في الوقت الذي توحد فيه أحزاب المعارضة صفوفها كي تخوض في الربيع القادم انتخابات بلدية اسطنبول, وسط توقعات بنجاح نسبة كبيرة منها استجابة لنداءات التغيير التي تطغي علي الشارع التركي. ويبدو ان المناخ المحيط برئيس الوزراء التركي يؤذن بأفول نجمه وانخفاض شعبية حزبه, وتزايد العقبات التي تواجه عزمه علي تغييرالدستور وتحويل نظام الحكم البرلماني إلي حكم رئاسي علي امل ان يترشح للرئاسة عام2015 ويمسك بيده زمام كل السلطات لكن يبدو ان هذا الحلم يتبخر دخانا في الهواء! نقلا عن صحيفة الاهرام