قال مسؤول إن انتحاريا في سن المراهقة فجر نفسه في مصلى للشيعة في مدينة بيشاور الباكستانية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، وجرح 25 اخرين. وتحتفل الاقلية الشيعية في باكستان بيوم عاشوراء احياء لذكرى مقتل الامام الحسين، حيث تندلع غالبا أعمال العنف الطائفي. وأشار"غلام علي" رئيس الحكم المحلي بالمدينة الشمالية الغربية انها قد تكون مؤامرة لنشر الكراهية الدينية، وتأليب المسلم على المسلم. وأضاف أن السلطات استعادت عشر جثث، بعضها تعرض لتشويه بالغ ويبدو أن احداها للانتحاري- الذي قال متحدث باسم وزارة الداخلية- إنه يبلغ من العمر حوالي 16 عاما. شهدت باكستان تصعيدا للعنف الديني خلال الثمانينيات من القرن الماضي مع ظهور جماعات متشددة معظمها من المسلمين السنة الذين مولتهم الولاياتالمتحدة والسعودية لقتال القوات السوفيتية في أفغانستان، وجماعات شيعية متشددة بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 في ايران. وبينما يعيش الباكستانيون العاديون من السنة والشيعة في سلام، تبادل متشددون من الجانبين شن عمليات اغتيال وتفجير منذ ذلك الحين. وقال أحد الشهود إنه سمع طلقات نارية مباشرة قبل الانفجار. وقال علي حيدر الذي كان خارج المصلى لحظة حدوث الهجوم "الناس يبكون ويصرخون. انها فوضى." وشددت الحكومة الاجراءات الامنية خلال احتفالات الشيعة. ومن جهة اخرى، قال متحدث باسم الجيش إن قوات الامن تبحث عن 15 فردا من قواتها اعتبروا في عداد المفقودين حينما هاجم مئات المتشددين حصنا بالجزء الشمالي الغربي من البلاد الاربعاء. ألقي باللوم على المتشددين في شن سلسلة من الهجمات على قوات الامن خلال الشهور الاخيرة. وهاجم نحو 200 متشدد حصن سارا روجا في وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية. وقال الجيش إن المهاجمين استولوا عليه بعد تفجير أحد جدرانه. وكان الجيش قد قال في البداية إن 40 متشددا، وسبعة جنود قتلوا، وإن 20 جنديا فقدوا، لكن المتحدث العسكري الميجر جنرال عطارعباس قال إن هناك تقارير تشير الى أن خمسة من الذين قيل انهم فقدوا، وصلوا الى قرى في المنطقة. وقال عباس "15 مازالوا في عداد المفقودين. انهم يبحثون عن الرجال، وهناك عملية بحث مستمرة." وتقاتل قوات الامن ضد متشددين مرتبطين بالقاعدة في وزيرستان الجنوبية منذ عدة سنوات. والمنطقة التي يوجد بها الحصن معقل للقيادي المتشدد بيت الله محسود المرتبط بالقاعدة، والذي قالت الحكومة إنه كان وراء اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو في روالبندي يوم 27 ديسمبر كانون الاول. وتقول الحكومة إن المتشددين عازمون على زعزعة استقرار البلاد في الفترة التي تسبق الانتخابات التي ستعقد يوم 18 فبراير/شباط والتي يراد منها انهاء الفترة الانتقالية للتحول الى الحكم المدني. وكان من المقرر أن تعقد الانتخابات البرلمانية في الثامن من الشهر الحالي، لكنها تأجلت عقب اغتيال بوتو.