قال أحمد شحاتة المتخصص فى العلاقات المصرية الإفريقية وأستاذ معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة الموقف المصرى المائى يحتاج إلى عناية الدولة ورعايتها، مشيرا إلى أن مصر لديها تخوفات فى منطقة دول حوض النيل لأن المشكلة المائية المصرية لا تأتى من إثيوبيا فقط وإنما من كل دول حوض النيل لان لديها مشروعات مائية معظمها سدود بغرض توليد الطاقة، ولابد أن تجهز مصر لهذا التأثير ، مضيفا نحن فى مصر الدولة الوحيدة التى ستتأثر سلبا بهذه المشروعات. وأكد شحاتة خلال لقائه فى برنامج مساحة للرأى على القناة الثانية صباح يوم الخميس أن مصر دخلت حزام الفقر المائى منذ عام 1992 مؤكدا على أهمية ملف سد النهضة لمصر. وأضاف شحاتة أمن مصر المائى القوى من خلال ملف دول حوض النيل، ويمكن حل هذا الملف، مشيرا إلى أن مصر لها أيادى بيضاء على القارة الإفريقية والدول الإفريقية ترحب بالمصريين فيها، وهذه البلاد بها شوارع بأسماء زعمائنا. وأوضح شحاتة أن الكلام المثار حول وفرة المياه فى مصر فى جهة أخرى مثل المياه الجوفية فى الصحراء كلام لا أساس له من الصحة ، مشيرا إلى أن اتفاقية عنتيى لم توقع عليها مصر والسودان لأن هذه الاتفاقية تهدف إلى إعادة توزيع حصص المياه وحصة مصر سوف تقل طبقا لاتفاقية عنتيبى ونحن فى حاجة إلى مزيد من المياه وليس نقصا فى المياه. وأشار شحاتة إلى أن كل مشروع سد منشأ فى إفريقيا سيقلل من حصة مصر كدولة مصب، مشيرا إلى أن نهر النيل يفقد حوالى 140 مليار متر مكعب فى رحلته من المنابع إلى المصب. وأفاد شحاتة بأن مصر تحتاج من هذا المفقود حوالى 30 مليار حتى نفى حاجتنا بالكاد ، مشيرا إلى أن مصر تعتمد على مياه نهر النيل بنسبة 96 % وعلينا أن تضع حقيقة موقفها المائى أمام كل دول العالم. وأشار شحاتة إلى أن معظم دول حوض النيل فى غنى عن نهر النيل لأنهم يعتمدون على الأمطار ، مضيفا نحن نزيد فى سكاننا ومياهنا ثابتة وأوضح شحاتة أن تفقر مصر فى الدور الإفريقى كان له تأثير كبير علينا ، مضيفا إفريقيا هى ظهيرنا الآمن والذى نعتمد عليه فى الشدائد . وأشار شحاتة إلى أن هنا قوى أخرى حلت محل مصر فى فترة ترك مصر العلاقات الإفريقية يصعب إزاحتها مثل تركيا وإيران وإسرائيل والصين ، مشيرا إلى أن مصر لا يمكنها الاستغناء عن علاقاتها بشقيقاتها العربيات والإفريقيات. وقال شحاتة يمكن استغلال العلاقات الجيدة للدول العربية مع دول حوض النيل فى مناقشة الموضوعات الخاصة بمصر حول مياه النيل ، مشيرا إلى أن قمة الكويت من إيجابياتها التقارب بين وطننا العربى ووطننا الإفريقى وكثير من مشكلاتنا المائية يمكن أن تحل بانتشار مصر خارج حدودها. وأضاف شحاته أكدنا فى دراسات عديدة أن مشروع سد النهضة بهذه المواصفات غير مقبول لمصر وغير مناسب لها. واختتم شحاتة حواره قائلا السيناريو القادم لابد أن يتوجه للمصالح المصرية فى القارة الإفريقية بدعم من شقيقاتنا العربيات.