اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالعديد من الموضوعات سواء على الساحة الفرنسية الداخلية او على الساحة الدولية: حيث انتقد نيكولا ساركوزى مرشح الحزب اليمينى الحاكم اللقاء التليفزيونى الذى جمع السبت بين سيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكى وفرانسوا بايرو زعيم تيار الوسط, قائلا انه "يتعارض مع روح مؤسساتنا". وأضاف ساركوزى فى حديث نشرته الاحد صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" أن اللقاء يتعارض مع مؤسساتنا لان الدور الاول للانتخابات هدفه الاختيار بين مرشحين فقط وبين ما يقدمه كل منهما من مشروع للفرنسيين". ورد ساركوزى على الاتهامات الموجهة اليه "بالضغط" على وسائل الاعلام للحيلولة دون عقد اللقاء مستخدما فى ذلك نفوذه وعلاقاته بالدوائر المالية والاعلامين فقال "وما الذى لا اتهم به فى هذه الحملة أن الكذب والسب والتشهير لا ينبغى ان تكون عناصر النقاش الديمقراطى" وأضاف "اننى ارثى لحال من يضطرون الى كل هذه الخسة..فتصرفاتهم تلوث الحياة السياسية". ومضى ساركوزى قائلا "إن فرنسوا بايرو الذى عرفته منذ عشرين عاما لا يشبه الرجل الذى أراه اليوم وما اتلقاه من رسائل بلا حصر من ناخبى الوسط تثبت لى ان الحوار بين الفرنسيين وبينى مستمر وهذا هو ما يهم". وحول سؤال عما اذا كان على استعداد للحوار مع بايرو قال ساركوزى" فلنضع اقدامنا على الارض ان فرانسوا بايرو لم يصعد الى الدور الثانى", مضيفا أن "سيجولين روايال كانت تقول حتى السبت الماضى عشية الدور الاول من الانتخابات أن بايرو اسوأ من ساركوزى وقد اشارت الاحد اى يوم انتخابات الدور الاول الى ان فى اصوات اليسار المتطرف الاغلبية التى تنشدها لكنها الاثنين وضعت يدها فى يد الوسط". وعن رأيه فى المناظرة التى تجمع بينه وبين سيجولين روايال فى الثانى من مايو قال ساركوزى "سيجولين روايال خصم احترمه حتى وإن كنت إرى انها لا ترفع من قدر نفسها عندما تنعتنى بالبغيض والعنيف وفى الثانى من مايو سأكون أنا هناك إن السياسة ليست الحرب والديمقراطية هى التسامح ومع ذلك فكونها امرأة لا يغير من الامر شيئا". وحول علاقته بالرئيس شيراك منذ انتهاء الدور الاول من الانتخابات قال ساركوزى انه على اتصال شبه يومى به وانه التقى به الاثنين وتحدث اليه ثلاث مرات تليفونيا هذا الاسبوع وقال انه "يترك الحياة السياسية وهو فى سلام مع النفس". اما على الصعيد الدولى فان الموضوعات الدولية، على كثرتها، لم تحظ بالتغطية الكبيرة. وإن كان موضوع أثيوبيا ، وقد برّزته " لوفيغارو"، طاغياً. فأديس أبابا تعاني من تبعات الصراع الصومالي وها هي العاصمة الأثيوبية عرضة لهجومٍ في أراضيها، كما قال معلق الجريدة. أما الموضوع الذي يستحق توقفاً فهو، دونما شك، تركي. وقد ركّزت الصحف، في معظمها، على قرار السيد أوردوغان العزوف عن خوض معركة الرئاسيات وترشيح رفيقه وزير الخارجية الحالي غل.ففي قرار رجب طيب أوردوغان التخلي عن طموحه في رئاسة الدولة والفسح في المجال لترشيح عبد الله غل، كتبت جريدة " لوموند" في مقالةٍ افتتاحية : إنّ في قرار السيد أوردوغان قراءتين :إما أن رئيس الحزب الإسلامي المعتدل الحاكم اليوم، حزب العدالة والتنمية، قد أذعن لضغوط العسكر وهم رافعو راية العلمانية في البلاد، أو أنه اختار طريق الواجب الوطني فآثر البقاء في موقعه الحالي وهو الأهم من أجل مواصلة سياسة الإصلاح. والأرجح، كما أضاف المعلق، أنّ الصحيح بين الافتراضين. فحزب أوردوغان يتمتع بأكثرية مطلقة في البرلمان، وهو ما لم يحظ به أي حزبٍ في تركيا منذ عقود السنين. بإمكانه إذاً فرض مرشّحه لرئاسة الدولة. غير أن السيد أوردوغان، الذي تردد طويلاً قبل اتخاذه قراره، ما كان ليتجاهل معارضة القوات المسلحة، وفئة كبيرة من الرأي العام لم تتوان عن التظاهر في الشوارع في خلال الأسابيع الماضية. فزمان الانقلابات العسكرية قد ولى في دولةٍ تفاوض رسمياً في أمر ولوجها الاتحاد الأوروبي. ولكن بالمقابل، إنّ الضباط غير مستعدين للزوم ثكناتهم، بالرغم من ابتعادهم عن السياسة، تلبية لرغبة أوروبية. فبعزوفه شخصياً وفسحه في المجال لرفيقه الأول وزير الخارجية للوصول إلى رئاسة الجمهورية، يكون السيد أوردوغان قد حقق إنجازاً كبيراً، وهو الإمساك بمختلف مقاليد الدولة. يبقى هناك سؤال حول سياسة رجب أوردوغان المقبلة، أي بعد التشريعيات المقررة في الخريف الآتي، فإن فاز في هذه الانتخابات، كما هو متوقع، هل يتخلى عن سياسته المتبعة حتى الآن، وهي معتدلة، أم أنه سيسعى إلى تسريع مسيرة أسلمة الدولة ؟ وعندها ماذا يكون من أنصار العَلمانية ومن القائلين بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ؟ وكيف يكون ردّهم، بدءاً بالجيش ؟ هذه الأسئلة لا بد لها أن تكبح جماح غلاة الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية. لأن الرغبة في دخول الاتحاد الأوروبي ترغمهم على التروي والحد من طموحهم. ولكن حتى متى سيستمر الحلم الأوروبي فاعلاً ولاجماً ؟ أولا يُخشى أن يكون قد انتهى، أو أنه، على أي حالٍ، يتلاشى ؟ هوذا السؤال الأهم.