قال عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لوضع الدستور المصرى إن الدستور الجديد الذى تعكف اللجنة على صياغته فخر لمصر وللمصريين وينقل مصر إلى الأمام، وسيكون عليه توافق من كل فئات المجتمع. وأضاف موسى، فى حوار أجرته معه صحيفة "الفجر" الجزائرية، فى عددها الصادر اليوم، الاثنين، أن لجنة الخمسين تعمل بجد واجتهاد لإخراج دستور عصرى يرضى المصريين، موضحاً ان اللجنة تسعى لأن يحقق الدستور توافقا من كل طبقات وفئات الشعب المصرى، مؤكدا للشعب المصرى ان اللجنة لن تخذلهم وانهم سيشاهدون دستورا جديدا لأن التعديلات قد تغير النص تغييرا شاملا . وحول المادة 219، اشار إلى ان هناك فرصة حقيقية أمام الجميع لمناقشة كل المواد، وفى النهاية كل مواد الدستور سوف تعرض على الجميع للتوافق عليها أو التصويت عليها والحصول على نسبة 75 ٪ لإقرارها، أما عن التوافق فمعناه التزام الجميع وإذا وجدنا التوافق غير موجود سوف نلجأ إلى التصويت لإقرار مواد الدستور، وأعتقد أنه سوف يحدث توافق بنسبة كبيرة على مواد الدستور". وعن نظام الحكم الأقرب الذى سيقره الدستورقال عمرو موسى انه سيكون النظام المختلط وهو الأقرب إلى النظام الفرنسى وهذا ما أتوقعه ولكن لا أجزم به لأننى عضو فى لجنة الخمسين فقط ولست مقررا ، مشيرا فى هذا الصدد الى انه لن يكون هناك أحزاب دينية مستقبلا وستكون الاحزاب مفتوحة للكل وقائمة على اساس سياسى فقط . وحول اقصاء الإخوان من المشهد السياسى مستقبلا ، اكد عمرو موسى معارضته لاقصاء أى طرف مهما كان انتمائه لكن اذا كانت سياسة الطرف الآخر تقوم على مبدأ عدم الاكتراث بمصلحة مصر فنحن ضده وضد سياسته وسنكون له بالمرصاد . وفيما يتعلق بموقف امريكا ورهانها على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر إلى حد انها علقت المعونات الاقتصادية قال الامين العام الاسبق للجامعة العربية إن الأساس فى السياسة الأميركية في بداية القرن الواحد والعشرين كانت تتحدث عن شرق أوسط جديد وجزء من تعريف شرق أوسط جديد هو الإسلام السياسى ودوره فإذا بهذا المشروع ينهار فى غضون شهور ولم يكن هذا منتظرا أو متوقعا من جانبهم . واضاف قائلا " أن الموقف الأمريكى سوف يتغير ولكنه قد يأخذ وقتا أما عن المعونات فبغض النظر عن المقاصد الأمريكية فهى تقوم على افتراضات سياسية خاطئة تماما ومن منطلقات سياسية تعودت عليها الإدارات الأمريكية المختلفة وهى منطلقات يجب أن تكون مرفوضة من جانبنا ، فلابد من إعادة النظر فى العلاقة المصرية الأمريكية الاقتصادية ولا يصح أن يكون قطع المعونات أو التهديد بقطعها جزءا من هذه السياسة وهذا كلام لا يصح لأن حتى ما يسمى بالمعونة هو لفائدة الطرفين وليس لفائدة مصر فقط. واكد ان مصر فى موقف صعب ولا يجب القفز إلى المجهول وهؤلاء الساسة الذين طالبوا بالغاء اتفاقية كامب ديفيد عقب اعلان امريكا تعليق المعونات لهم حق أيضا وأنا كمواطن مصرى ومتابع للأمور أرى أن الوضع الاقتصادى يتطلب منا ألا نضيع أى فرصة لأى علاقة اقتصادية تخدم مصر إنما بهذا الشكل تلك المعونة لن تخدم مصر وإنما تستخدم سياسيا وهنا يأتى موضوع الكرامة المصرية. وعما إذا كانت مصر تملك بديلا فى الوقت الراهن للاستغناء عن المعونة الأمريكية أو حتى استبدالها بمعونة عربية أو روسية قال موسى لايوجد بديل إلا أن يكون لك خطة على أرضك وسياسة اقتصادية و200 مليون دولار حجم المعونة الاقتصادية الأمريكية الآن فى صندوق المليارات والتريليونات فى العالم كم يساوى لا يساوى شيئا اما عن التوجه لروسيا فهذا قرار الدولة المصرية لا يخص لجنة الخمسين التى ارأسها ولا اريد الخوض فيما ليس من اختصاصى. وعن العلاقات المصرية الجزائرية اكد عمرو موسى أن الجزائر دولة مهمة فى النظام العربى والإفريقى والمتوسطى أيضا, علاقة الجزائر بمصر اساسية فى اطار العلاقات العربية الافريقية والإسلامية ولذلك انا دائما كنت اؤمن بضرورة حماية هذه العلاقة وفى اطار ايضا قيام التعاون في اطار الشمال الافريقي هناك مصالح مشتركة بين البلدين يجب ان نعظمها وليس ان نتجه لتعظيم الخلافات..خلافات معظمها فبركتها واصطنعتها قوى كثيرة شريرة فى العالم تستفيد من تعميق الخلافات بين الجزائر ومصر .