استضاف رواق "الوكالة" بسوسة في تونس معرضا للفنان التشكيلي مصطفى الدنقزلي والذي افتتح أمس في الساعة الخامسة والنصف مساء ويتواصل إلى 27 من الشهر نفسه. واعلنت الناقدة التشكيلية والرسامة والشاعرة شيماء عيسى في تقديمها لهذا المعرض "إن هذا المعرض يشكل أهمية بالغة في مسيرة الدنقزلي الذي يعود بعد غياب دام حوالي عشرة أعوام عن أروقة الفنون قضاها في تطوير تجربته وإثرائها بالتجديد والابتكار ضمن خصوصيات العملية التشكيلية التي تعمد على البحث في عدة مستويات أهمها البحث في الشكل واللون والضوء وخاصة المادة، فالمادة هي مستطاع الفنان للوصول إلى هدفه الفني الأساسي المتمثل في إبراز موضوع ابتكاره وتحقيق التواصل والاتصال والتفاعل مع الآخر". وتضيف عيسى "ويعد لاكوارال أي الألوان المائية من أهم الأنواع التي طبعت تاريخ الفن التشكيلي من حالته الانطباعية إلى حالاته الحديثة والمعاصرة وما بعدها، واختيار الرسم بالألوان المائية كأداة للتعبير وللولوج إلى عالم الحلول والتجلي يعكس نفسية الفنان لأنها تقنية معقدة صعبة وشفافة فاضحة لأنه لا مجال للتخفي أو التجمل أمام حامل الألوان". وتضيف "بالرسم المائي رصد الدنقزلي الضوء والشكل واللون والإحساس في أبهى تجلياتها وأخلص لحظاتها، فلوحاته هي عبارة عن دعوة إلى إعادة نظرتنا للأشياء وإحساسنا بها، إنها دعوة جدية تؤسس لرؤية جديدة تتشكل وفق السؤال التالي: كيف ننظر شكليا للأشياء؟". أن تجربة مصطفى الدنقزلي باختصار هي جمع مدهش بين إتقان المادة والبحث الدائم في اللون والضوء والشكل، والتحليق في شفافية الإحساس.