قرر باحثون أمريكيون وأوروبيون دراسة الأسباب التى تقف وراء انخفاض كفاءة الجهاز المناعى فى الفضاء الخارجى ، وذلك فى ظل ظروف انعدام الوزن . وتهدف الدراسة - التى شاركت فى تمويلها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) - إلى الكشف عن أسباب انخفاض كفاءة الجهاز المناعى عند الإنسان فى ظل ظروف انعدام الوزن، وبالتحديد فيما يختص بالخلايا الأحادية والمعروفة باسم " onocytes"، والتى تفقد القدرة على الاستجابة للالتهابات التى تهاجم الجسم فى تلك الظروف . وبحسب ما أشار الباحثون، فإن الخلايا الأحادية " onocytes" تتجول فى مجرى الدم، حيث تتحول إلى شكلها الفعال عند حدوث التهاب بالجسم لتعطى ما يعرف ب ( الخلايا الملتهمة) - والتى تلازم النسيج المصاب - فتقوم بالتخلص من البكتيريا والفيروسات المسببة للالتهاب عن طريق التهامها . ويرجح الباحثون بأن عدم قدرة الخلايا الأحادية " onocytes" على التحول إلى شكلها الفعال فى ظل انعدام قوى الجاذبية الأرضية قد يكون هو المسبب لحدوث هذا الأمر، وذلك بعد أن أثبتت التجارب المخبرية التى أجريت فى بيئة مصغرة - صممها الباحثون لتنعدم فيها قوى الجاذبية الأرضية - أن الخلايا الأحادية لم تنجح فى تنشيط المورثات المسئولة عن تحولها إلى خلايا ملتهمة، لذا فهم يسعون إلى اختبار صحة تلك النتائج فى ظروف حقيقية تنعدم فيها قوى الجاذبية خارج الغلاف الغازى للأرض . وطبقاً لقولهم فقد أصيب 29 من طاقم إحدى الرحلات الفضائية بالتهابات بكتيرية وفيروسية فى الجهاز الهضمى والمجارى التنفسية العلوية، حيث ظهرت بعض تلك الحالات فى أثناء توجههم إلى الفضاء، فيما عانى البعض الأخر بعد وصولهم إليه بنحو أسبوع واحد. ويشارك فى الدراسة - التى تتضمن إرسال بعثة فضائية فريق من رواد الفضاء من وكالة الفضاء الدولية، يعاونهم خبراء من (جامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو) الأمريكية، كما يشرف على إدارة تلك الرحلة وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وتقول الدكتورة ميلى هيوز فولفورد الباحثة من (جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو)، وهى رائدة فضاء سابقة انه من خلال معرفتنا بالزمن الذى قد تستغرقه الرحلة الفضائية من وإلى كوكب المريخ - وهو ما قد يصل إلى عام ونصف تقريباً - نجد أنه لا بد من التوصل إلى حل لتلك المشكلة، وإن لم نفعل فقد يتسبب التهاب بسيط فى نشر وباء مدمر بين أفراد طاقم الرحلة " على حد تعبيرها.