تتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كثب تتطورات الأوضاع في الشأن السوري خاصة وأنها قد تؤثر إلي حد كبير علي الأمن الإسرائيلي وذلك بعد أن ترددت أنباء أنه في حالة ما إذا تعرضت سوريا لهجوم أمريكي فإنها سوف تقوم بتوجيه ضربة عسكرية صوب إسرائيل، وقد تعاملت الحكومة الإسرائيلية مع هذا الأمر بجديه شديدة رغم أنها قد أعلنت أنه قد يبدو مستبعداً وفقا لأراء العديد من الخبراء الأمنيين في إسرائيل. ومن جانبها أطلقت الحكومة الإسرائيلية تصريحات نارية تهدد فيها بشار الأسد ونظامه أنه في حالة تعرض إسرائيل لهجوم سوري فسوف يكون هناك رد حاسم من قبل الجيش الإسرائيلي.. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في هذا الصدد "من سيختبرنا سيصطدم بقوة الجيش الإسرائيلي ". وتطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية للسيناريوهات المتوقعة التي يمكن أن تلجأ إليها الحكومة السورية في حالة قيامها بشن هجوم على إسرائيل والذى يرى العديد من المحللين السياسيين فى إسرائيل أنه سيكون مرهونا بمدى تأثير الضربة الأمريكية على النظام السورى، أخف وأيسر هذه السيناريوهات هو أن تقوم سوريا بإطلاق قذائف الهاون ودفعات من الصواريخ نحو شمال إسرائيل ، بينما يعد السيناريو الأكثر خطورة هو قيام سوريا بقصف إسرائيل بالأسلحه الكيماوية بإستخدام صواريخ بعيدة المدى تصل إلى العمق الإسرائيلى وهو الأمر الذى قد إستعدت له إسرائيل بشكل جيد . وفى إطار الإستعدادات الإسرائيلية للتعامل مع الضربة السورية المحتملة قامت إسرائيل بنشر منظومة الصواريخ الأعتراضية " القبة الحديدية" فى شمال البلاد وفى منطقة "جوش دان" ، وقد قامت الحكومة الإسرائيلية بفتح مراكز لتوزيع حقائب تحتوى على أقنعة واقية من الغازات وكافة الأدوات التى يمكن أن يستخدمها المواطن الإسرائيلى فى حالة ما إذا تم قصف إسرائيل بالأسلحة الكيماوية ، وقد ألقت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على حالة التكدس والإزدحام الشديد داخل هذه المراكز فوقف المواطنين فى صفوف طويلة لساعات للحصول على حقيبة الإستعدادات فى حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تقوم بفتح مراكز جديدة . على الصعيد العسكرى قام الجيش الإسرائيلى بإستدعاء عدد محدود من قوات الإحتياط وأعلن سلاح الطيران حالة التأهب وقد تحدثت وسائل الإعلام الأسرائيلية عن أنه سوف يكون هناك تنسيق بين الطرف الأمريكى والإسرائيلى وأن إسرائيل ستكون على علم بتوقيت الضربة الأمريكية كى تكون مستعدة للتعامل مع أى وضع قد يطرأ ، وقد أكد المراقبين السياسيين فى إسرائيل أن الهدف من الضربة الأمريكية ليس إسقاط نظام بشار الأسد وإنما بمثابة صفعة لردعه كى يتوقف عن إستخدام الأسلحة الكيماوية ولكن بعد أن أعلن أوباما أنه سيحصل على موافقة الكونجرس فقد زادت إحتمالية توسيع نطاق الضربة. ويمكننا القول في هذا السياق أن الموقف الإسرائيلي كان مرهونا دائما بالمتغيرات علي الساحة الدولية فقد انتقد بعض المراقبين السياسين قرار أوباما بعدما أعلن أنه يواجه صعوبات في محاولة إقناع الكونجرس والرأي العام في الولاياتالمتحدة بأهمية تمرير هذا القرار الذي يهدف إلي إيقاف المذابح التي يقوم بها بشار الأسد ضد شعبة بإستخدام الأسلحة الكيماوية ، اما وقد عاني الشعب الأمريكي كثيراً من الحروب التي تورطت بها الولاياتالمتحدة مما أثر بالسلب علي الإقتصاد الأمريكي. ويري المراقبون السياسيون في إسرائيل أن فشل أوباما في الحصول علي موافقة الكونجرس في هذا الشأن يعد بمثابه نهاية لفترة ولايته الثانية حيث أنه لن يستطيع الحصول علي موافقة الكونجرس في قررات أكثر أهمية تتعلق بالميزانيات والخطط الإقتصادية . كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلي الدور الهام الذي يلعبه اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة وكذلك العرب من أجل تمرير قرار الموافقة علي الضربة الأمريكية ، فقد صرحت وسائل الإعلام الإسرائيلية في العديد من السياقات أن ضرب النظام السوري هو هدف مشترك تسعي إليه إسرائيل والعرب علي حد سواء وألقت الضوء علي تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بأن النظام السورى قد "فقد عروبته" . وقد تغير الموقف الإسرائيلي بمجئ العرض الروسي فبعد أن وافقت الولاياتالمتحدة وصرح أوباما بأن هناك فرصة للحل الدبلوماسي وربما أراد بذلك أن يظهر أنه ليس ساعيا إلي الحرب بعد النقد الذي قد وجه إليه ورفض غالبية الشعب الأمريكي لهذا القرار ، فتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا العرض ووافقت هي الأخري رغم أنها قد رأت أن هذا الأمر يصب في مصلحة إيران التي تعد بمثابه التهديد الأكبر بالنسبة لإسرائيل . على الصعيد الإعلامى قد تعاملت إسرائيل مع القضية السورية على أنها قضية إنسانية ، فتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة عن أن ما يقوم به بشار الأسد يعد بمثابة جرائم فى حق الإنسانية كما لو أن إسرائيل متعاطفة مع الشعب السورى الذى يراق دمة وتلك كانت هى الصورة الإعلامية ، ففى أحد البرامج التليفزيونية الإسرائيلية رفض مقدم البرنامج بشدة رأى أحد الضيوف بأن نظام بشار لم يستخدم الأسلحة الكيماوية وليس هناك دليل على إستخدامها وقاطعه بحدة قائلا أن إستخدام بشار للأسلحة الكيماوية أمر لا يدع مجالا للشك . كما سعت وسائل الإعلام إلى طمأنة المواطنين الإسرائيلين الذين أصابتهم حالة من الذعر خاصة فى شمال البلاد ، وقد نشرت وسائل الإعلام صوراً لمنظومة الصواريخ الإعتراضية " القبة الحديدية " ، وأجرى التليفزيون الإسرائيلى مجموعة من اللقاءات مع المواطنين الذين أبدى البعض منهم إحساسا بالقلق تجاه ما يحدث بينما رأى البعض الأخر أن الجيش الأسرائيلى قادر على التعامل مع الوضع الراهن .