تستطيع حكومة الدكتور الببلاوي أن تسجل عملا تاريخيا تبدأ به انضباط الشارع المصري وتحسم به موضوع مواعيد غلق المحال والسهر بأن تصدر ومن اليوم الإجراء القانوني الذي يحدد مواعيد غلق المحال والسهر عندما تنتهي مواعيد الحظر. فيكون العاشرة مساء لجميع المحال والحادية عشرة للمطاعم والمقاهي خاصة في المناطق السكنية كما في كل دول العالم مع مد السهر في المناطق غير السكنية التي توصف بالسياحية واضعا في الاعتبار أن المنشآت المقامة علي النيل من مطاعم وكازينوهات هي منشآت مقامة في مناطق سكنية اقتحمت حياة سكانها ونغصت معيشتهم, ومن حقهم أن ينعموا بفرصة الراحة أقول ذلك ونحن نعيش تجربة بدأت منذ14 أغسطس يجري فيها العمل نهارا والراحة ليلا كما خلق الله الحياة. خلال هذه التجربة عادت المحال التي كانت قد تعودت أن تفتح أبوابها بعد صلاة الظهر علي أساس أن اليوم ممتد إلي مابعد منتصف الليل.. عادت إلي فتح أبوابها في التاسعة صباحا, كما فتحت العيادات والمكاتب نهارا وهي المواعيد المعمول فيها في معظم دول العالم وإلا هل زار مريض عيادة طبيب في لندن أو باريس أو نيويورك ليلا كما يحدث في مصر ؟ والمهم في التجربة نتائجها المريحة لمعظم أصحاب الأعمال والعاملين والزوجات والزبائن وعندما سألت صاحب مول كبير كان يغلق أبوابه في الثانية صباحا وأصبح يغلق في السادسة ثم الثامنة ثم العاشرة فإنه قال لي إن حصيلة البيع في كل المواعيد لم تتغير وكان أفضلها عندما كان ينتهي عمل المول في الثامنة. وقال لي أحد الأطباء إنه بعد سنوات طويلة كان يعود فيها من عمله إلي بيته عند منتصف الليل فإنه عرف طعم الاستكانة في البيت والعودة للقراءة. ولأن قرار الحظر شمل المطاعم والكافيهات والمقاهي فلأول مرة أحس سكان الشوارع التي تملأها هذه الإشغالات بالهدوء. ليست هناك دولة تحترم العمل تترك محالها ومطاعمها ومقاهيها تسهر حسب مزاج أصحابها. حكومة الببلاوي تستطيع دخول التاريخ وإصدار القرار الذي يبدأ معه انضباط الشارع المصري فهل تفعل؟ نقلا عن صحيفة الاهرام