تجري اليوم أول انتخابات لمجلس الشوري بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي حظي المجلس بمقتضاها بصلاحيات دستورية تؤهله لأن يشكل مع مجلس الشعب جناحي النظام البرلماني المصري. وهذه هي المرحلة الثانية المهمة من تاريخ مجلس الشوري, فقد بدأت مرحلته الأولي عام1980 عندما تقرر إنشاؤه إثر تعديل دستوري في عهد الرئيس أنور السادات ليكون مجلسا استشاريا يناقش أعضاؤه قضايا الوطن بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولا إلي تعزيز سبل النهضة والتقدم. وتأتي الصلاحيات الدستورية الجديدة لمجلس الشوري في إطار سعي مصر الدائب والدائم لتعميق الممارسة الديمقراطية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار. ومن هنا تبرز الأهمية الكبري لمشاركة الناخبين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري اليوم ذلك أن إدلاء المواطن بصوته يعني مشاركته الواعية والفعالة في صنع مستقبل الوطن وذلك من خلال حسن اختياره للمرشحين الذين يتوسم فيهم القدرة علي خدمة المصالح العليا للوطن بعيدا عن الحسابات الضيقة للاعتبارات الشخصية أيا ما تكون منطلقاتها ومقاصدها. ومن المؤكد أن الناخب اليوم يدرك بكل وضوح وجلاء أن مصر تخوض غمار تجربة ديمقراطية تستهدف في المقام الأول توسيع المشاركة الشعبية الواعية والمستنيرة لبناء وطن جميل ننعم فيه جميعا بالحرية والعدل. وفي ضوء ذلك.. صوتك أمانة.. ومشاركتك في الانتخابات واجب وطني جليل.