تستعد الولاياتالمتحدةالامريكية، بعد ايام قليلة للاحتفال بالذكرى الخمسين لمسيرة واشنطن المليونية التى قادها القس الامريكى الاسود الدكتور مارتن لوثر كينج فى 28 اغسطس عام 1963، و طالب فيها بتحقيق المساواة العرقية بين البيض و السود فى المجتمع الامريكى .. فهل تحقق " حلم مارتن لوثر" ؟ يجيب على هذا التساؤل نتائج الاستطلاع الذى قام به مركز بيو للأبحاث ، وقد تم اعداد مسح لتحليل الفوارق العرقية داخل المجتمع الامريكى من حيث الدخل و الوضع الاجتماعى و الاقتصادى و التعليم و غيرها من الفروق الاجتماعية ، و قد وجد انه في حين قد حدث تقدم ملموس على مدار "خمسة عقود" و هو جهد واضح على بعض الجبهات، مازال هدف الدكتور كينج بعيد المنال. المسح الذى اجرى على الصعيد الوطني و شارك به نحو 2200 من البالغين الامريكيين، كشف ان أقل من واحد من كل ثلاثة أمريكيين سود واقل من نصف الامريكيين البيض يقول ان الولاياتالمتحدة حققت "الكثير" من التقدم نحو تحقيق المساواة العنصرية في نصف القرن المنصرم منذ أن ردد القس مارتن لوثر كينج كلماته الشهيرة " بالحلم الامريكى " و التى طالب فيها بان تسود الحرية والعدالة والإخاء ،والا يكون الحكم على البشر من خلال لون بشرتهم. و وجد المسح ايضا ان هناك حوالي 7 في كل 10 من الامريكيين السود ، وأكثر من 1 من كل 4 من الامريكيين البيض يرون أن السود مازالوا يعاملون بطريقة غير متكافئة من قبل نظام العدالة الجنائية.. و أغلبية السود يقولون أنهم يعاملون بريقة أقل إلى حد ما من البيض في المدارس العامة وأماكن العمل. و حول الممارسات العنصرية خلال العام المنصرم ، وجد ان 1 من كل 3 من السود، و 1 من كل 5 من الأمريكيين من أصل اسباني و1 من كل 10 من البيض قال أنهم عوملوا معاملة غير عادلة خلال العام الماضي بسبب تصورات عرقية مختلفة الاسباب. نتائج المسح الاخيرة تتفق مع الارقام و الاحصاءات التى تشير الى انه ورغم المكاسب الهائلة في التعليم والنفوذ السياسي من قبل السود الا ان التحسن فى المسالة العرقية مازال بطيئا وهو الامر الذى يوُجد ثغرات فى المجتمع و فى نظام العدالة بين فئات عناصرة فى الولاياتالمتحدة فقد وجد ان نسبة معدلات الفقر ونسبة تملك المنازل هي نفسها مقارنة بما كانت عليه قبل خمسة عقود،. كذلك فان البطالة بين السود مازالت هى اعلى بمقدار مرتين عن البيض، وهي نفس النسبة التى كانت قائمة فى ذلك الوقت ايضا. وقد وجد أن ما يقرب من نصف الأميركيين (49 في المئة) ، ونحو 44 في المئة من البيض و 48 في المئة من اللاتينيين و 79 في المئة من السود يقولون ان الامر يحتاج لمزيد من الاجراءات لتحقيق رؤية الدكتور كنج فى مجتمع بلا الوان .. الا ان ريتش موران، وهو المؤلف الرئيسى لتقرير بيو" يقول انه على الرغم من الاعتراف بوجود اختلالات الا اننا: نتجه بوضوح نحو الاتجاه الصحيح ، و الناس ترى التقدم فى المسالة العرقية ، لكنهم يريدون أكثر من ذلك". نتائج المسح كانت حاضرة حينما القى الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الجمعة كلمه بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على بدء مكافحة التمييز العنصري، حيث اكد اوباما ان الولاياتالمتحدة حققت خطوات واسعة فى تضييق الهوة العرقية و لكن الفجوة الاقتصادية المستمرة بين السود والبيض مازالت قائمة و هو جزء من إرث التمييز والعبودية، وهو يعني أن بعض الحواجز المؤسسية لتحقيق النجاح لا تزال موجودة و تقف حجر عثرة امام طموحات الكثير من المجموعات العرقية . أوباما، وهو أول رئيس أمريكي أسود، اعترف خلال كلمته بقاعة الاجتماعات في جامعة بينجهامتون في ولاية نيويورك ، ان فقر الأميركيين الأفارقة لا يزال أعلى بكثير من المجموعات الأخرى. وينطبق الشيء نفسه على اللاتينيين. و الأمريكيين الأصليين مشيرا لاتساع الاختلالات في دخل الأسرة وفى توزيع الثروة، والزواج و الأسعار.. و لكن اوباما اكد على ان البلاد تسير فى طريقها الصحيح نحو تحقيق حلم مارتن لوثر كينج و ان السعى لتحقيق هذا الحلم سيستمر لوجود رغبه جماعية و مجتمعية و سياسية للوصول اليه .