تحرك المشهد العام في البورصة المصرية خلال تداولات الاسبوع الثالث من أغسطس 2013 بين انحسار مخاوف المتعاملين الافراد والعرب من جهة على خلفية اتجاه الدولة للسيطرة على المشهد والقبض على عدد كبير من قيادات الاخوان وعلى رأسهم المرشد العام لجماعة الاخوان بينما ظل الاجانب يتطلعون للاستقرار سياسي لتعزيز مراكزهم في مصر. وعلى صعيد حركة المؤشرات، تراجع المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" - الذي يضم أكبر 30 شركة مقيدة بنسبة 2.24% ليصل إلى 5425 نقطة وتراجع مؤشر "إيجي إكس 20" محدد الاوزان النسبية بنسبة1.83% مغلقا عند مستوى 6315 نقطة. وفي المقابل، صعد مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" ارتفاعا بنسبة 4.15 % ليغلق عند 446.81 نقطة وسجل مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا ارتفاعا بنسبة 2.71% مغلقا عند مستوى 758 نقطة. وأفاد التقرير الأسبوعي للبورصة المصرية بان رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة بقيمة 198 مليون جنيه ليسجل 360.355مليار جنيه مقارنة بنحو 360.553 مليار جنيه خلال الأسبوع السابق. استيعاب الاحداث وقال وائل عنبة رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات ادارة المحافظ المالية في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر www.egynews.net إن البورصة خاصة المتعاملين الافراد استوعبوا الاحداث السياسية في مصر الى حد كبير. وأضاف عنبة ان أداء المستثمرين يؤكد يقينهم ان الحرب على الارهاب ستنتهي لصالح الدولة، وهو ما ظهر في شهية الشراء لدى الأفراد. ولفت الى ان البورصة كانت مؤهلة للانخفاض عند منطقة 6500 نقطة بعدما كسبت 1000 نقطة، الا أن أحداث العنف في الشارع المصري عجلت بجني الارباح ليهبط المؤشر الرئيسي 300 نقطة في جلستين الاحد والأربعاء. اقتناص الصفقات وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمارإن بعض مقتنصي الصفقات في السوق الآن يراهنون على ان انخفاض الأسعار سيكون بشكل مؤقت. وأوضح انه من المتوقع أن يكون تأثير الاحداث محدودا طالما نجحت الدولة في فرض سيادتها وحسم الامور سريعا منوها بان هناك أموالا كانت تنتظر فض الاعتصام لدخول السوق من جديد. وأكد علي أن فض الاعتصامات والاستقرار السياسي على المديين المتوسط والطويل يأتي في مصلحة البلاد والاقتصاد لأنه يضمن عودة الأمن من جديد وهو عنصر مهم جدا لنمو الاقتصاد وذكر أن الانعكاسات الاقتصادية للأحداث الراهنة في مصر لا تبعث على القلق مشيراً الى أن الأحداث السابقة وتأثيراتها على الاقتصاد المصري كانت أكبر ومع ذلك أثبت الاقتصاد بكل قطاعاته أن لديه القدرة على التعافي من الأزمات التي مر بها. نشاط للأسهم القيادية وأفاد عادل بان الأسهم القيادية شهدت نشاطا قويا خلال الاسبوع، في ظل تحول العرب والمصريين نحو الشراء أمام مبيعات للاجانب في جلسات الاسبوع. وقال عادل "جاءت عمليات الشراء في الفترة الأخيرة لتكوين مراكز ترقبا لتطورات الاحداث، فمن منظور العوامل الأساسية جاءت النتائج الفصلية متوافقة مع التوقعات أو أفضل منها وهو ما يظهر قوة الاداء المالي لعدد من الشركات". وأضاف أن موقف المستثمرين الاجانب يمكن تلخيصه في انهم يتطلعون لاستقرار سياسي لتعزيز مراكزهم في مصر، لهذا فلن يتضح الموقف بشأن نتائج الشركات أو العملة حتى تتضح آفاق الاقتصاد الكلي. ووافقه الرأي اسلام عبدالعاطي المحلل الفني قائلا إن المستثمرين الاجانب واصلوا الميل نحو البيع فى ظل عدم الاستقرار الذى تشهده البلاد خلال المرحلة الحالية. وفي تفصيل لحركة البورصة خلال جلسات الاسبوع، تراجعت جميع مؤشرات البورصة المصرية مطلع الاسبوع اثر مخاوف المستثمرين من أعمال العنف والانفلات الامني غير المسبوقة في الشارع المصري. ومالت المؤشرات الى التباين في منتصف الاسبوع فبينما ضغطت المبيعات الأجنبية على المؤشر الرئيسي للسوق، دعمت المشتريات المحلية والعربية باقي المؤشرات. وتحولت البورصة الى الصعود في نهاية الاسبوع وسط نشاط قوي للاسهم الصغيرة والمتوسطة بدعم من عمليات شراء واسعة من المستثمرين الافراد مع تزايد التوقعات باستقرار الاوضاع السياسية في البلاد مع إنحسار تظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على خلفية إلقاء القبض على قيادات جماعة الاخوان وعدم اتفاق دول الاتحاد الاوروبي على توقيع عقوبة على مصر.