المعارضة "توقف" الاحتجاجات ضد الحكومة غادر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الأربعاء الى باريس لحضور مؤتمر الدول المانحة الذي يهدف الى جمع مليارات الدولارات لاعادة اعمار لبنان بعد الدمار الذي تعرض له خلال الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله الصيف الماضي. وغادر السنيورة مطار بيروت الى باريس في طائرة خاصة مصحوبا بثلاثة من أعضاء حكومته . من ناحية أخرى قال مصدر بارز بالمعارضة اللبنانية إنه سيتم "وقف" الاحتجاجات ضد الحكومة والتي أسفرت عن اشتباكات أوقعت ثلاثة قتلى وأصابت العشرات. وأضاف المصدر أنه سيتم رفع المتاريس التي تسد الكثير من الشوارع الرئيسية.غير أن المصدر قال إن الاحتجاجات ستستأنف ما لم تستجب الحكومة لمطالب المعارضة. ويأتي ذلك بعدما أسفر الإضراب العام بمشاركة الآلاف عن اشتباكات في الشوارع. وكان المحتجون قد أغلقوا الطرق بإشعال النار في إطارات السيارات، فيما تعهد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بعدم الرضوخ ل"الترهيب" من جانب المعارضة. وقد تصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق أجزاء من بيروت مع وضع أنصار للمعارضة متاريس مشتعلة على الطرق الرئيسية ومداخل العاصمة، فضلا عن مدن أخرى، وتقطعت السبل بالكثير من المتنقلين. كما توقفت الأعمال في الكثير من المحال.وكانت المعارضة التي تضم بشكل أساسي حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر المسيحي إضافة إلى أطراف أخرى قد دعت إلى تنفيذ إضراب شامل في البلاد، في خطوة تصعيدية باعتبار أن تحركاتها السابقة لم تؤد إلى تنازل من جهة الحكومة. يذكر أن حزب الله يتلقى دعما من سورية وإيران، في حين أن الحكومة مدعومة من واشنطن وباريس والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى. "شل البلاد" وقال المتحدث، الذي لم يكشف عن اسمه بانتظار صدور بيان رسمي، إن الإضراب "حقق أهدافه".وأضاف أن خطوة وقف الاحتجاجات آنيا تمت باتفاق قوى عديدة من المعارضة، بما بينها حزب الله. وتابع المتحدث بالقول إن الإضراب مثل "تحذيرا للحكومة"، ولكنه حذر من المزيد من الاحتجاجات لاحقا.وقد قالت الشرطة إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات في اشتباكات في مدن بوسط وشمال لبنان.وتردد أن أحد القتلى ينتمي إلى حزب القوات اللبنانية المسيحي، الموالية للحكومة، وقد لقي حتفه في البترون شمال لبنان. ففي بعض المناطق واجه أنصار الحكومة أنصار المعارضة برشق الحجارة واللكمات فضلا عن إطلاق نار بشكل متفرق.وقالت الشرطة إن معركة برصاص الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية جرت بين الجانبين في مدينة طرابلس الشمالية، ثاني كبرى المدن اللبنانية. لم ينجح الأمر سلميا. لقد بقينا نحتج طيلة 52 يوما ولم تلق مطالباتنا أي صدى وأضافت أن تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة خمسة، غير أن الشرطة لم تحدد الانتماء السياسي للضحايا. وكان الكثيرون قد انضموا للإضراب في الجنوب والشرق حيث توجد أغلبية شيعية، أما في الشمال، والوسط بين المسيحيين والمسلمين فثمة أنصار وخصوم للحكومة، وبالتالي ارتفعت حدة التوترات بشكل خاص. وقال السنيورة "سنقف معا ضد الترهيب"، وأضاف بقوله "لقد تحول الإضراب العام اليوم إلى أفعال وتحرشات تجاوزت كافة الحدود وأحيت ذكريات الصراع والحرب والهيمنة". إن المعارضة تسعى لانقلاب بالقوة.. إنه عمل عسكري، وعدوان حقيقي أحمد فتفت - وزير بالحكومة وكان نائب زعيم حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قد قال لقناة الجزيرة التلفزيونية، إن المعارضة ستقرر في وقت لاحق الثلاثاء ما إذا كانت ستوقف الإضرابات أم تواصل حملة التصعيد. واتهم زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي، سمير جعجع، المعارضة بممارسة "الإرهاب المباشر بهدف شل البلاد".وقال أحمد فتفت، وزير الشباب والرياضة اللبناني "إن المعارضة تسعى لانقلاب بالقوة.. إنه عمل عسكري، وعدوان حقيقي، وأخشى أن يتطور إلى اشتباكات بين المواطنين". توازن القوى وقد أعرب المتحدث الأمريكي نيكولاس بيرنز عن دعمه للحكومة وقال إن بلاده ستقدم "إسهاما كبيرا" لإعادة بناء لبنان في مؤتمر للمانحين يعقد بعد يومين في باريس. ومن المقرر أن يسعى المؤتمر إلى جمع خمسة مليارات دولار كمعونة وقروض للبنان لإعادة البناء بعد الدمار الذي ألحقته الحرب خلال الصيف بين حزب الله وإسرائيل، وينظر إلى الأموال على أنها ستقدم دعما لحكومة السنيورة بمواجهة الضغوط. المركب التى لها رئيسان تغرق .. أبو جبل ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي إنه فيما يدور الصراع على الأرض على شكل متاريس وإغلاق طرق، إلا أنه يعكس أيضا صراعا على توازن القوى في المنطقة. فقد أدى فشل الولاياتالمتحدة في العراق إلى جعل سوريا أكثر جراءة وكذلك حلفائها الاستراتيجيين في إيران للعمل على إعادة التوازن في أنحاء المنطقة، بما فيها لبنان. ويضيف مراسلنا أن حزب الله بدا مصمما على ترجمة ما نُظر إليه على أنه نجاح ضد إسرائيل إلى وضع جديد في منظومة القوى اللبنانية، بإضعاف الحكومة أو إسقاطها. يذكر أن مناصري المعارضة بدأوا اعتصاما احتجاجيا في الأول من كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي، هدفه الأول كان توسيع حصة المعارضة في الحكومة للحصول على ما يعرف ب"الثلث المعطل"، لكنه تحول إلى مطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.