بعد رحلة طويلة مع العلم والأبحاث العلمية توفى الجراح المصرى العالمى الدكتور أحمد شفيق الخميس 1/11بمستشفى جورج بومبيدو الجامعى بباريس . والدكتور أحمد شفيق كان قد وصل إلى باريس منذ حوالى عشرة أيام على متن طائرة طبية خاصة مُجهزة, حيث كان فى غيبوبة ناتجة عن أزمة قلبية, واستمر فى الغيبوبة طوال فترة وجوده بالمستشفى وتم وضعه تحت أجهزة التنفس الصناعى، ولكن جهود الأطباء باءت بالفشل . وللفقيد الراحل مئات الأبحاث العلمية المنشورة بإسمه فى مختلف المؤتمرات الطبية المصرية والعربية والعالمية، كما أشرف على أكثر من مائة رسالة دكتوراه، وشارك الدكتور أحمد شفيق فى مئات المؤتمرات الطبية الدولية والعربية والمحلية, وعشرات المؤتمرات العلمية، وتولى رئاسة تحرير المجلة الطبية المصرية ومجلة الطب العربية اللتين تم إدراجهما فى الفهرس الطبى العالمى، ومن بين هذه المؤتمرات المؤتمر السنوى للجمعية العالمية لأساتذة الجهاز الهضمى فى العاصمة المجرية بودابست، والذى نوقش فيه اكتشاف الدكتور شفيق عن وجود عقد عصبية بعينها فى القولون تصدر تياراً كهربائياً هو المسئول عن الحركة الدودية للأمعاء . كما أن هناك عدداً كبيراً من العمليات الجراحية سُميت بإسمه فى الموسوعة الطبية العالمية، ويتم تدريسها للطلبة فى عدد كبير من كليات الطب فى مختلف أنحاء العالم، وقد كان الدكتور أحمد شفيق متزوجاً من الدكتورة ألفت السباعى أستاذ ورئيس قسم الجراحة بكلية طب المنوفية، وله نجلان أساتذة جراحة بكلية طب القصر العينى، وهما الدكتور على والدكتور إسماعيل . وكان قد أجرى الفقيد الراحل العديد من العمليات الجراحية لعدد كبير من رؤساء الدول ورؤساء الوزارات، نظراً لبراعته ولاسيما فى جراحات القولون والشرج، وأدرج إسم الفقيد فى الموسوعة المصرية للشخصيات البارزة ومُنح عدد كبير من الأوسمة وشهادات التقدير، وكان الفقيد قد أسس أيضا مؤسسة خيرية لعلاج المحتاجين من المرضى كما أنشأ العديد من العيادات فى مختلف الأحياء الشعبية لعلاج الفقراء وغير القادرين . عائلةعلمية جداً: والدكتور أحمد شفيق من عائلة جادة واهتمامها هو العلم والتواصل مع الأبحاث، لدرجة أن فى منزله يحتل المعمل والمكتبة مكاناً بارزاً، بل وفى حديث الأسرة الخاصة قد يأخذ مشرط الجراحة أوكتابة بحث علمى وتحليله . وعائله الدكتور أحمد شفيق رغم هذا العلم الغزير تتميز بخفة الدم .. فالأب أعاد للطبيب نجوميته والأم لم تكتف بتربية أولادها ولكن شاركت زوجها وأستاذها العمل والبحث العلمى والتفوق .. ليأتى أولادهما من هذه المدرسة الخصوصية جداً يُشاركان فى المشوار والتفوق . والبيت يملؤه مناخ البحث العلمى ، فقد بدأ طريق البحث العلمى بدافع شديد جداً، تأكيداً على أنه عندما يبدأ النجاح يحفز على مزيد من النجاح لكل أفراد الأسرة . والدكتورة ألفت السباعى زوجة الدكتور شفيق تؤكد أن البحث العلمى شئ رائع ومُدهش، ولابد أن يكون علماءنا قدوة للشباب والأطفال، كما لابد أن نربى أبناءنا على الطريقة المنهجية فى التعليم وليس التلقين كما يحدث الآن، فبهذا نخلق الباحثين فى العلم والفنون والآداب وليس مجرد الباحثين عن وظيفة . والدكتور شفيق مُعلم موهوب فى العلم والتعليم يعرف كيف يوصل المعلومة.. فعندما كان أولاده فى إبتدائى أو إعدادى أو ثانوى أو جامعة كان يشرح لهم أى موضوع فى أقصر وقت فهو صاحب طريقة مُميزة ويعرف كيف تصل المعلومة جيداً إلى المتلقى . والحديث فى المنزل يدور كله عن العلم والبحث وكتابة الأبحاث ومراجعتها فالأسرة كلها متفرغة للبحث العلمى، حتى نجليه كان يقضيان وقتهما كله منذ الصغر فى القراءة والبحث والمعمل، وعندما كان يُكرم د. شفيق فى أى دولة فى العالم كان يصطحبهما من خلال الاحتفالات والتمجيد لوالدهما نتيجة جهوده وأبحاثه العلمية فأحبوا العلم وساروا فى نفس التخصص . والدكتور شفيق كان دائماً يؤكد على ضرورة توافر الإماكنيات والاستقرار للعالم، فالاستقرار يشعره بالسعادة خاصة وطبيعة عمله تجعله منعزلاً عن الحياة العامة حتى يكون له إنجازات علمية تكون مرجعاً للأجيال القادمة، والدكتور على شفيق نجل الدكتور الراحل يؤكد ذلك، فهو يقول علمنا د. شفيق أن كل شئ له أخلاقيات وأهم ما يميزه كأستاذ هو أخلاقيات العلم التى يبثها فى تلاميذه تجعل من العالم قدوة لكل هذه الأجيال . تكريم الدكتور شفيق: لتفوقه العلمى وتألق أبحاثه العلمية بين الأبحاث العالمية اختارت الكوميستا الدكتور أحمد شفيق الأول على عُلماء العالم الإسلامى .. وكانت الكوميستا وهى هيئة دولية عالمية تعادل ترشيحاتها دولياً ترشيحات جوائز كبرى مثل نوبل وغيرها .. فقد وقع اختيارها على 500 عالم من دول العالم الإسلامى باعتبارهم الأكثر وصولاً إلى نتائج علمية وطبية جديدة على المستوى الدولى .. وأيضا الأكثر فى عدد الأبحاث العلمية المنشورة فى مجلات علمية دولية مُفهرسة عالمياً.. وقد جاء فى حيثيات اختيار د. شفيق أنه صاحب طرق جراحية وعلاجية تدرس باسمه فى مُعظم جامعات العالم، كما أنه قدم ألفاً و 25 بحثاً قيماً، تم نشرها فى المجلات العلمية العالمية المُفهرسة دولياً وهى المجلات التى لا تنشر إلا الأبحاث التى بها ابتكارات جديدة تنشر ويُعلن عنها لأول مرة . والطريف أنه من بين ال 500 عالم جاءت الدكتورة ألفت السباعى أستاذ الجراحة بالقصر العينى وزوجة الدكتور شفيق، والتى قدمت 100 بحث متميز نشرت لها فى معظم دول العالم ، كما جاء أيضاً نجلاهما د. على ود. إسماعيل ويشغل كل منهما وظيفة أستاذ الجراحة بالقصر العينى ضمن العلماء المتميزين، حيث نشرا معاً 90 بحثاً قيماً وجديداً ليؤكدا بالفعل أنهم عائلة علمية جداً جدا.ً أشهر الأبحاث العلمية لشفيق: ويُذكر أن للدكتور شفيق أبحاث مُتعددة قضى فيها سنوات طويلة درس وحلل.. عاش خلالها داخل المعمل وبين الكتب أكثر ما عاش مع أولاده .. والأبحاث تشمل أبحاثاً فى القولون والشرج وفى المسالك البولية وفى السرطان وفى الجهاز التناسلى وتشمل عمليات الإخصاب والتلقيح، وأن معظم هذه الأبحاث نشر فى الكتب العالمية لدارسى كليات الطب والماجستير والدكتوراه، وهذه تمثل قمة البحث العلمى والأبحاث تظل على مدى التاريخ . 1/11/2007 المزيد من التقارير والملفات