شارك آلاف المغاربة في مسيرة بمدينة الحسيمة الشمالية يوم الخميس مطالبين بالعدالة والقضاء على الفساد وذلك بعد سبعة أشهر من مقتل بائع سمك بالمدينة سحقا داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماكه التي صادرتها الشرطة. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "هل أنتم حكومة أم عصابة؟" و"إذا كان للوطن معنى فعليه أن يحتضن جميع أبنائه" و"الموت مرة أهون من الموت مرات وكل يوم". ومرت المسيرة السلمية في شوارع وسط الحسيمة أمام نقاط تفتيش تابعة للشرطة وقوات الأمن. والاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب، غير أن التوتر في الحسيمة يحتدم منذ أكتوبر (تشرين الأول) إثر مقتل بائع السمك محسن فكري. ومن جانبها قالت الحكومة إنها تتفهم مطالب سكان الريف بشمال البلاد. وقال مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة بعد إجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي إن الحكومة "تتفهم المطالب المشروعة للساكنة وتحرص على حفظ أمن واستقرار المنطقة يوازيه وعي كامل بمسؤوليتها لحفظ العيش الكريم لجميع المواطنين المغاربة". وأضاف أن الحكومة تطرقت في إجتماعها إلى "المطالب الموضوعية والمشروعة للمواطنات والمواطنين والتي ترتبط أغلبها بحياتهم اليومية". وعرفت منطقة الريف التي خضعت للاستعمار الإسباني بعض الاحتجاجات الإجتماعية خاصة في فترة العاهل الراحل الملك الحسن الثاني الذي قمع بشدة ثورة في الريف في عام 1958 وكان آنذاك وليا للعهد. كما انتفضت المنطقة في احتجاجات إجتماعية عام 1984 إلى جانب عدد من مناطق المغرب. وقال الناشط سعيد فنيش أثناء توجهه للحسيمة قادما من مدينة الناظور المجاورة للمشاركة في الاحتجاج إن المطالب المطروحة "مشروعة ومكفولة في الدستور وهي مطالب الشعب المغربي كافة تهم الصحة والتعليم وفك العزلة عن منطقة الريف". وأضاف "نطالب أيضا بفك العسكرة عن المنطقة. كيف يعقل لمدينة صغيرة كالحسمية أن يحضر بها كل هذا الكم من الجيوش وقوات الأمن؟ مطالبنا عادلة واحتجاجاتنا سلمية".