امام قصر الأليزية اصطف الفرنسيون رافعين الأعلام الفرنسية للترحيب بالساكن الجديد الرئيس ايمانويل ماكرون حيث وصل صباح اليوم الاحد لتسلم السلطة رسميا من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند. والذى كان فى استقباله على عتبة قصر الأليزيه قبل اصطحابه إلى الداخل وعقد اجتماع مغلق وإطلاعه على الملفات السرية والحساسة وتسليمه رموز الردع النووى الفرنسى. مراسم انتقال السلطة.. مراسم انتقال السلطة من رئيس الى آخر مهمة جدا في تقاليد الجمهورية الفرنسية مع ما تحمله من خطوات رمزية، وغالبا ما يليها في اليوم نفسه تعيين رئيس الوزراء. تغيير الجمهورية .. في الثامن من كانون الثاني/يناير 1959 استقبل رونيه كوتي الرئيس الثاني للجمهورية الرابعة الجنرال ديجول مؤسس الجمهورية الخامسة بعد تعديل دستوري في 1958، بالقول "اول الفرنسيين بات الاول في فرنسا".حيث اصطحبه شارل ديجول الى قوس النصر لاضاءة شعلة الجندي المجهول ثم تركه في المكان وعاد وحده الى قصر الاليزيه. وفي اليوم نفسه عين ميشال دوبريه رئيسا للوزراء. الرئيس بالنيابة والرئيس الفائز .. في 20 حزيران/يونيو 1969 استقبل جورج بومبيدو المقرب من الجنرال ديجول ب21 طلقة مدفعية، في القصر من قبل آلان بوير (رئيس مجلس الشيوخ اليميني ورئيس الجمهورية بالنيابة منذ استقالة ديجول في 28 نيسان/ابريل) بعدما هزم الاخير في الانتخابات الرئاسية. وانتظر الرئيس الجديد اليوم التالي لتعيين جاك شابان-دلما رئيسا للحكومة. من جهته عاد آلان بوير الى مجلس الشيوخ بدون ان يدرك انه وبعد اقل من خمس سنوات سيعين مجددا رئيسا بالنيابة مع وفاة جورج بومبيدو. اسلوب عصري .. في 27 ايار/مايو 1974 قرر الوسطي فاليري جيسكار ديستان ان تكون ولايته الرئاسية عصرية مع حفل تنصيب محرر من قيود البروتوكول. فالرئيس البالغ ال48 من العمر ارتدى ملابس غير رسمية وعبر جادة الشانزيليزيه سيرا وليس في سيارة الليموزين الرئاسية المكشوفة. ويوم تنصيبه رئيسا عين جاك شيراك رئيسا للوزراء. التناوب التاريخي .. بعد سبع سنوات، في 21 ايار/مايو 1981 استقبل الرئيس المهزوم فاليري جيسكار ديستان خصمه الاشتراكي فرنسوا ميتران في لقاء على انفراد استمر ساعة ثم غادر القصر الرئاسي سيرا. في قاعة الاحتفالات في الاليزيه عانق فرنسوا ميتران الشخصية الشعبية من اليسار الفرنسي رئيس الوزراء السابق بيار منديس الذي كان شديد التأثر. ثم توجه الى البانتيون حيث يرقد عدد من عظماء فرنسا، ووضع زهرة على ضريح كل من الاشتراكي جان جوريس والمقاوم خلال الحرب العالمية الثانية جان مولان ومهندس الغاء العبودية في 1848 فيكتور شولشر. وكان بيار موروا حاضرا بعد ان تم تعيينه رئيسا للوزراء. التناوب الهادىء .. بعد ولايتين رئاسيتين استمرت كل منهما سبع سنوات، استقبل فرنسوا ميتران المصاب بالسرطان، رئيس حكومته السابق اليميني جاك شيراك في 17 ايار/مايو 1995. وشيراك الذي كان زار صباحا ضريح الجنرال ديغول، رافق ميتران الى سيارته. وكلف مساء آلان جوبيه تشكيل الحكومة. اسرة ساركوزي .. في 16 ايار/مايو 2007 اسرة نيكولا ساركوزي تلفت الانظار على السجادة الحمراء في قصر الاليزيه وخصوصا برودة سيسيليا ساركوزي في التعامل مع زوجها قبل اشهر من طلاقهما. ورافق الرئيس اليميني الجديد، شيراك الى سيارته الذي لوح بيده من النافذة وهو يغادر القصر الرئاسي. في اليوم التالي عين فرنسوا فيون رئيسا للوزراء. مطر وبرق .. في 15 ايار/مايو 2012 تجمع متظاهرون مؤيدون ومعارضون لساركوزي امام الاليزيه حيث سلم الرئيس المهزوم سلطاته للاشتراكي فرنسوا هولاند. وفي واقعة غير مسبوقة تحدثت فاليري تريفيلير التي كانت شريكة الرئيس الجديد، مع كارلا بروني-ساركوزي. لم ينتظر هولاند حتى مغادرة سلفه باحة الاليزيه لدخول القصر في سلوك انتقده اليمين بشدة. وبعد تعيين جان مارك ايرولت رئيسا للوزراء واجه فرنسوا هولاند لاول مرة سوء الاحوال الجوية الذي سيرافقه طوال ولايته الرئاسية : هطول امطار غزيرة على سجادة الشانزيليزيه ثم اصابة طائرته الفالكون بالبرق اثناء توجهه الى برلين للقاء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.