يواجه الاتحاد الاوروبي ضغوطا لحظر "حشوات الأسنان الفضية" التي يستخدم فيها الزئبق والتي تقول بعض المنظمات التي تعنى بالمرضى إنها خطيرة في حين يرى بعض أطباء الاسنان وبعض الحكومات ان الزئبق أكثر أمنا وأطول عمرا من بعض البدائل. وكلف الاتحاد الاوروبي مجموعتي عمل لوضع تقريرين بحلول نهاية العام أحدهما عن أثر الزئبق على البيئة والاخر عن الصلة بين الحشوات الفضية وصحة الانسان. ومن المعروف ان الزئبق يتحلل ويظل في التربة والمياه والكائنات الحية وفي الوقت الذي قد تكون فيه الجرعات الزائدة مميتة ارتبطت الجرعات الخفيفة نسبيا باثار سلبية على نمو الجهاز العصبي. وتنصح معظم الدول بعدم استخدام حشوات الاسنان الفضية مع الاطفال والحوامل بسبب اثارها السلبية على نمو المخ لكن منظمات المرضى تعتقد أن باقي سكان أوروبا الذين يحمل الواحد منهم ما معدله 2.5 جرام من الزئبق في فمه عرضة أيضا للخطر. ورغم أن هذه الكمية قد تبدو ضئيلة لكنها تصل في المجمل الى 1225 طنا من الزئبق في أفواه سكان اوروبا. وقال بيريث دومينيجيث من منظمة ميركوريادوس الأسبانية المعنية بالمرض ان "واحدا في المئة على الاقل من الذين يضعون حشوة أسنان فضية قد يتأثرون بسبب الزئبق"، حيث يعادل واحد في المئة نحو 4.9 مليون من سكان أوروبا. واضاف دومينيجيث "هناك بدائل أخرى أكثر أمانا...نحاول أن نبلغ الناس وحتى السياسيين لانه في النهاية سيكون ذلك قرار سياسي." ووفقا للمؤيديين لحظر أوروبي تتراوح اثار التسمم بالزئبق بين الارتعاش الخفيف بسبب التلف العصبي ومشاكل الكلى والتوحد وحتى الزايمر. بينما يرى المعارضون ان الدراسات التي تشير الى حدوث هذه الاعراض بها أوجه قصور. وقالت سوزي ساندرسون مدير جمعية الاسنان البريطانية "لايوجد أي دليل على أن الحشوات الفضية قد تسبب لاي شخص أي نوع من أنواع المرض أو الاعاقة الا اذا كنت تعاني فعلا من حساسية تجاه المواد المستخدمة في حشو الانسان وفي هذه الحالة تكون ازالة الحشوة سببا في الشفاء من الاعراض." وتراجع استخدام الحشوات الفضية في معظم الدول الاوروبية مع لجوء المزيد من الأشخاص الى الحشوات التجميلية المركبة الى جانب تحسن صحة الاسنان بوجه عام في الكثير من الدول مما أدى الى تراجع ظهور التسوس. وجاء في وثيقة صدرت عن جمعية الاسنان الاوروبية في مايو أيار 2007 "فرض قيود على استخدام الحشوات الفضية قد يضر بالاستقرار المالي للانظمة الصحية كما سيؤثر على قدرة المرضى الافراد على تحمل تكاليف العناية بأسنانهم." وتعد مخلفات الحشوات الفضية أكبر مصدر للزئبق في مياه الصرف بالاتحاد الاوروبي كما يؤدي استخدام الزئبق في الحشوات الى تناثر الزئبق الى الغلاف الجوي بفعل حرق الجثث. وفي بريطانيا تمثل الحشوات الفضية والزئبق في المعامل والاجهزة الطبية نحو 53 في المئة من إجمالي انبعاثات الزئبق ويتم صرف 7.41 طن من الزئبق من الحشوات الى المجاري والغلاف الجوي والارض سنويا.