دعا رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي المجتمع الدولي الى التعاون مع لبنان لتقاسم الأعباء الناتجة من تزايد أعداد النازحين السوريين الى لبنان. وطالب بوضع معايير على الوافدين الجدد بحيث يسمح بالدخول الى لبنان للذين تنطبق عليهم صفة اللاجئ إضافة الى تحسين شروط وقدرات استيعاب اللاجئين داخل سوريا من المنظمات الدولية الناشطة وحض الدول على الإيفاء بالالتزامات المالية التي تعهدت تقديمها في قمة الكويت وعدم الاكتفاء فقط بتوجيه المساعدات الى المنظمات الإنسانية المعنية بل أيضا مساعدة الحكومة اللبنانية مباشرة وخصوصا في مجالي الصحة والتعليم. وحذر خلال مؤتمر نظمه اليوم في مقر رئاسة الحكومة لمناقشة خطة حكومته لمواجهة أزمة النازحين السوريين بالتعاون مع منظمات الأممالمتحدة والجمعيات الدولية غير الحكومية من ان بلاده وصلت إلى نقطة معينة بات فيها الصراع المستمر في سوريا يؤثر على استقرارها وعلى سلمها الأهلي وعلى وضعها الاجتماعي. ولفت الى ان الدراسة تلحظ كل المتطلبات الانسانية الاساسية لزهاء مليون نازح سوري في لبنان وثمانين ألف لاجئ فلسطيني مقيم في سوريا ونزح إلى لبنان وزهاء 49 ألف لبناني يقيمون في سوريا وعادوا قسرا الى لبنان إضافة إلى ذلك فان الدراسة تلحظ وجود مليون و200 الف شخص يستقبلون النازحين السوريين وما يتوجب على ذلك من التزامات أيضا. من جهته, اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس ان الأزمة السورية هي من اكبر الأزمات الإنسانية منذ الحرب الباردة ولكنها الأخطر وهناك خطر في ان تنسحب هذه الأزمة على دول أخرى. وأكد أن لبنان يواجه الأخطار أكثر من غيره والمطلوب دعمه ليواجه هذه التحديات والالتزام مع الحكومة اللبنانية لتسهيل الآليات اللازمة للتأكد من انه يمكن ترجمة دعم المجتمع الدولي لكي يكون هناك تأثير كبير على حياة اللاجئين وأيضا السكان اللبنانيين الذين كانوا كرماء مع اللاجئين السوريين. من جهته كرر وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني وائل ابو فاعور لاءات الحكومة اللبنانية بلا إقفال للحدود ولا ترحيل ولا تسليم لأي نازح معتبرا ان المسؤولية إنسانية واخلاقية وأخوية من الشعب اللبناني تجاه الشعب السوري. واوضح أن ما يحدث كان في البداية عملية نزوح هربا من القتل والدمار لكن ما بات يحدث اليوم أمرا مختلفا كليا انها عملية تهجير منظمة للشعب السوري على خلفيات طائفية أو سياسية مما يقود الى إستنتاج هو أن عملية النزوح أو التهجير ستزداد وكذلك ستزداد الأعباء على لبنان من النواحي الاخلاقية والانسانية والأخوية وهي مسؤولية لبنانية وايضا مسؤولية عربية ودولية. وذكر ان حجم المساعدات التي للمنظمات الدولية العاملة في لبنان في إطار إغاثة النازحين السوريين وصلت نسبتها الى 19 في المئة من حجم النداء الذي تم توجيهه ومن حجم الحاجات الفعلية مما يعني أنه من أصل مبلغ مليار و700 مليون دولار ملحوظة في الخطة المشتركة للحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية حصل لبنان والمنظمات الدولية العاملة في لبنان حتى الآن على 19 في المئة من الحاجات وهذه الخطة يفترض أن تكون حتى شهر ديسمبر المقبل. وقال ان الاحصاءات تؤكد أن 84 في المئة من الامراض المكتشفة لدى المزارعين اللبنانيين تعود الى مرض الحمى القلاعية الذي كان تحت السيطرة في لبنان اضافة الى امراض جديدة لم تكن معروفة منها امراض الجرب المعدية للحيوانات ومرض الجدري المنتشر وهناك معلومات واحصاءات لدى منظمة "الفاو" ان هناك اعدادا كبيرة من الأبقار المريضة يتم تهريبها الى لبنان. حضر المؤتمر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نينت كيلي والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي روبرت واتكنز وسفراء دول الاتحاد الاوروبي في لبنان إضافة الى سفراء كل من مصر والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وكندا واستراليا والصين وكوريا واليابان وتركيا والسعودية والإمارات والكويت وممثلين عن منظمات الاغاثة الدولية.