ابتسامة هادئة تملأ وجهها وصوت عال تسمعه عندما تجيب علي من يناديها "حاضر ياست هانم .. حاضر يا سعادة البيه" وفي لحظات معينة يمكن أن تسمع منها عدد من الأغاني نظر لصوتها الجميل العذب كل هذه الصفات امتلكتها الفنانة الراحلة وداد حمدي التي امتلكت صوتا غنائيا متميزاً ولكنها لم تحترف الغناء وقامت بضخ طاقتها بأكملها في التمثيل فأبدعت وأصبحت تيمة مميزة في السينما المصرية . اسمها بالكامل وداد محمد عيسوي زرارة الشهيرة بوداد حمدي ولدت 3 يوليو 1924 بمحافظة كفر الشيخ فكانت تؤمن بأن الفن للفن وليس لغير ذلك حصرها المنتجون والمخرجون في أدوار معينة كان أبرزها دور "الخادمة" أو "ربة المنزل" ولكنها برعت في تجسيد هذه الشخصية وتقديمها بأشكال مختلفة. بدايتها الفنية .. خفيفة الظل بدأت حياتها الفنية عندما عرض عليها فطين عبد الوهاب عام 1946 مشاركتها في فيلم "الخمسة جنيه" بصوتها فقط دون صورة وجسدت شخصية الراوي الرئيسي للأحداث في العمل وبعدها في فيلم "هذا جناه أبي" مع هنري بركات ومن هنا بدأت وداد حمدي مشوارها المليء بالأعمال التي تصل الي 600 عمل فني متنوع ما بين سينما وتليفزيون ومسرح وقدمت الأعمال بمساحات متفاوتة لم تتكبر علي دور صغير أو عمل به فنانين شباب ولذلك حققت شهرة واسعة. عملت وداد حمدي مع عدد كبير من النجوم وشاركتهم العديد من الأفلام ففي فترة الأربعينات قدمت حوالي 10 أفلام وفي الخمسينيات قدمت حوالي سبعون فيلما سينمائياً وفي الستينيات قدمت 166 عملاً فنياً كان أهمهم "إشاعة حُب عام 1961 والمصيدة 1963 وعنتر بن شداد 1960" وفي فترة السبعينيات قدمت حوالي عشرة أفلام منهم "فيلم الأزواج الشياطين، وافواه و ارانب وعلى من نطلق الرصاص، وفي الصيف لازم نحب، ونساء الليل". https:// وبدأت بعد ذلك الأعمال المعروضة عليها تقل، نظراً لأدوار كانت في هذا الوقت غير مطلوبة وبرغم ذلك قدمت في فترتي الثمانينيات والتسعينيات فوق 15 فيلماً سينمائياً كان أهمهم: "إللي رقصوا على السلم، وتمت أقواله، والراقصة والحانوتي، والفرقة 12، ويا عزيزي كلنا لصوص، وولاد الإيه، وطبول في الليل، وعلى بيه مظهر و400 حرامي، والهلفوت، وطابونة حمزة"، وعدد كبير من الأعمال التي لم يتم حصرها قدمتها الراحلة خفيفة الظل وداد حمدي. الزواج .. تزوجت الفنانة وداد حمدي ثلاث مرات المرة الأولي كانت من الموسيقار محمد الموجي ثم انفصلت عنه وبعد فترة تزوجت الفنان محمد الطوخي الذي لم يستمر الزواج طويلاً وظلت في تلك الفترة معتزلة للفن الذي أحبته ووقتها تزوجت من الفنان صلاح قابيل وهو الوحيد الذي أنجبت منه ابنها عمرو صلاح قابيل والذي يباشر عمله كفنان شاب حاليا مقدماً عدد من الأعمال القليلة. زواج وداد حمدي كان هو السبب الرئيسي في اعتزالها للفن في فترة قصيرة في الستينيات الي أن جاءت الفنانة وردة والتي أخرجتها من عزلتها، عندما طلبتها للعمل في مسرحية "تمر حنة" وبعدها قدمت مسرحيات "أم رتيبة، و20 فرخة وديك، وعشرة على باب الوزير، ولعبة اسمها الحب، وإنهم يقتلون الحمير". نهاية محزنة كانت وداد حمدي... تعيش في شقتها بمفردها وترفض أن يقيم معها أي شخص من أقاربها وكانت تخدم نفسها بنفسها... وفي السنوات الأخيرة من عمرها كانت تحرص على قراءة القرآن وسماعه منذ الفجر حتى صلاة الظهر وذهبت للحج أكثر من مرة وتحرص على صيام الأيام "الست البيض" عقب شهر رمضان كل عام وكانت حريصة جدا ولا تدخل أحدا غريبا في شقتها. مأساة وفاتها .. عاشت وداد حمدي حياة هادئة كانت لا تفارقها الابتسامة حنان وعطف علي كل من حولها سخية للمحتاجين وللعمال الصغار في الاستوديو الفني ولكن ذلك جاء ضدها عندما أقدم الريجسير متي باسليوس بطعنها بسكين طمعاً في مالها بعد فشله في العثور علي الفنانة يسرا كي يقتلها لنفس الغرض وجاءت لحظة محاكمته فاصلة في القضية عندما أعترف بقتلها وطعنها 35 طعنة في العنق والظهر والصدر من أجل المال وتم ادانته والحكم عليه بالإعدام شنقاً. لم يجد الريجيسير القاتل متي باسليوس في شقة خفيفة الظل سوي بعض الجنيهات وجهاز كاسيت حيث فشل في الوصول إلي مقتنياتها ومجوهراتها التي كانت تخفيها في سحارة منزلها مستغلاً وجودها بمفردها بعدما قدمت له كوب من عصير الليمون وهجم عليها وقتلها ولم يستجب لتوسلاتها له بأن يتركها ويأخذ ما يريد . رحلت وداد حمدى عن عالم الفن والنجومية بطريقة مأساوية 26 مارس تاركة وراءها ذكرى حزينة لمحبيها وعشاق اداءها الصادق.