أكد وزيرالخارجية المصري محمد عمرو أن الأزمة في مالي تمثل تحديا خطيرا يواجه السلم والاستقرار في أفريقيا "فضلا عن تبعاتها السلبية الكبيرة على أمن مالي والساحل الأفريقي ككل" مشددا على دعم مصر "لكل ما من شأنه تحقيق الاستقرار في هذا البلد الأفريقي الشقيق". وذكرأن هذا جاء في بيان ألقاه وزير الخارجية منذ قليل أمام المؤتمر الدولي المنعقد اليوم الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسل لدعم التنمية في مالي, بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية مصر ومالي وفرنسا وبنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وموريتانيا والسنغال والنيجر وغينيا الاستوائية والنرويج وغيرهم, فضلا عن عدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى. وأضاف الوزير: "المؤتمر يشكل فرصة مواتية لإطلاق عملية تنموية مستدامة في مالي تهدف ليس فقط للتعامل مع الأوضاع الإنسانية والاقتصادية, ولكن أيضا لتناول وعلاج الجذور الأساسية للقضية وإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد منذ سنوات". وأشاد عمرو بالخطة التي وضعتها حكومة مالي لإعادة البناء مؤكدا "استعداد مصر لمواصلة تقديم الدعم لإعادة بناء الكوادر الوطنية في هذا البلد الأفريقي" , مشيرا إلى ما سبق أن نظمه الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا , التابع لوزارة الخارجية , من برامج تدريبية في مجالات القضاء والصحة والعمل الدبلوماسي والأمن والدراسات العسكرية. ونوه وزير الخارجية بما يقدمه الصندوق المصري من برامج تنموية متنوعة إلى مالي في مجالات الزراعة والصحة , وقيامه بإرسال العديد من شحنات الأغذية والمساعدات الإنسانية لمعاونة النازحين داخليا واللاجئين من مواطنيها إلى الدول المجاورة وأكد الوزير استمرار هذه البرامج , مع ترحيب مصر بالتعاون الثلاثي مع أي من الدول المانحة في هذا الشأن , وأشار إلى دور الأزهر الشريف في نشرتعاليم الإسلام السمحة في مالي. وعلى الصعيد الإقليمي, تناول عمرو جهود مصر في إطار مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد) لضمان توفير الأمن الغذائي لمنطقة الساحل الأفريقي ككل عبر مجموعة من المشاريع التنموية الإقليمية في مجالات الزراعة وإدارة الموارد المائية وحماية البيئة , مشيرا إلى دعوة مصر لعقد مؤتمر في القاهرة بحضور جميع الهيئات الإقليمية والدولية المعنية لتسليط الضوء على مبادرة النيباد وحشد الدعم لها.