نقلا عن : الجمهورية 14/04/07 مع اقتراب موسم امتحانات آخر السنة.. وخاصة ماراثون الثانوية العامة.. بدأت مراكز الدروس الخصوصية تكثيف دعايتها لجذب الطلاب. أدخل عدد كبير من أصحاب تلك المراكز ومدرسيها الوسائط المتعددة إلي حجرات الشرح واستعانوا بشاشات العرض واسطوانات الليزر السي. دي وهي الوسائل التي تم تعطيلها داخل المدارس بقدرة قادر!! تفنن أصحاب المراكز في إطلاق الألقاب الجديدة علي نجوم التدريس فيها.. فظهر فرعون التاريخ.. وعندليب الشعر.. والأسطورة.. بجانب استغلالهم أسماء بعض الصحف والجرائد التي يقدمون فيها المادة التعليمية. النتيجة أن عشرات الآلاف من الطلاب أصبحوا زبائن لتلك المراكز التي تتسبب في شل حركة المرور في عدد كبير من شوارع مدينة نصر ومصر الجديدة والمعادي وازعاج حيث تغلق تلك الشوارع بالسيارات الخاصة بأولياء الأمور الذين ينتظرون أبناءهم وبناتهم خارج المراكز حتي ساعات الصباح الأولي!! الطلاب وأولياء الأمور يؤكدون أن نار تلك المراكز أرحم من جنة الدروس الخصوصية داخل المنزل.. موضحين أن أسعارها أقل.. والملخصات الأنيقة التي يعدها المدرسون تشجع علي المذاكرة والمراجعة!! وزارة التربية والتعليم والمحافظات وقفت موقف العاجز.. ولم تعد تكلف نفسها عناء متابعة ما يحدث داخل تلك المراكز.. ولا يعنيها إذا كان مدرسوها من المتخصصين أم من المدعين!! الإدارات التعليمية.. لا دور لها سوي مرور موظفيها علي تلك المراكز لتهديد أصحابها.. والحصول منهم علي "المعلوم" استغلالاً لما كان يتم من قبل من إغلاق المراكز المخالفة!! المحافظون.. تركوا الحبل علي الغارب طالما أن وزير التربية والتعليم لم يعد يعنيه الأمر!! أمام مركز بعبده باشا قال الطالب محمد حسن "أولي ثانوي": إن أساتذة المركز يعكفون علي تلخيص المناهج في ملازم صغيرة بأشكال مختلفة ويكثفون من إغراءاتهم في فترة تغيب الطلاب من المدارس.
أشار حسن سيد إلي أنه يذهب للمركز وينقطع عن الدرس الخصوصي في المنزل توفيراً للنفقات حيث أن حصة المركز لا تتعدي 10 جنيهات وهي أقل كثيراً بالمقارنة بالدرس الخصوصي.
مركزاخر بشارع مصر والسودان فيتبع سياسة التمويه حيث يعلق أصحابه لافتة علي واجهة إحدي العمارات بتعليم الكمبيوتر واللغات إلا أنه في الحقيقة مخصص للدروس الخصوصية. قال الطالب مروان "حافظ ثالثة ثانوي بمدرسة طبري روكسي" إن المركز لا يشترط حضور الطلاب لكل الحصص وإنما من الممكن أن يذهب الطالب لحضور أحد الدروس ويأخذ المذكرة ويدفع ثمن الحصة دون أن يذهب الحصة التالية. أشار زميله عمرو خالد "ثانية ثانوي" إلي أن مدرسي المركز يقومون بتوزيع عينات من الدروس في ملازم للطلاب أثناء خروجهم من المدارس لاستقطابهم ويجدونهم صيداً سهلاً نتيجة الإغراءات المتنوعة التي يقدمها المركز من تهوية وإضاءة وحصص مجانية!! أمام مركز بحدائق المعادي قال الطالب مراد علي "ثانية ثانوي" إنه يواظب علي الحضور للمركز في مواد بعينها مثل اللغة الإنجليزية بسبب شهرة المدرس والذي يعرض شرح القصة علي شاشة العرض السينمائي وبالرسوم المتحركة كما يقدم للطلاب شرح مراجعة المنهج في 8 محاضرات فضلاً عن التدريب علي حل أسئلة الامتحانات ونماذج الوزارة مع تخفيض خاص لطلاب مايو وحلوان. أشار سيد علي "ثانية إعدادي" إلي أن المركز رواده من غير القادرين والذين لايستطيعون أخذ درس خصوصي بالمنزل كما أن بعض الطلاب يقومون بتصوير هذه الملازم دون الذهاب للمركز. قال محمد محسن إنه يحضر حصص مدرس يوزع دعاية بأنه مقدم ومستشار المادة بجريدة الجمهورية في مادة الإحصاء قال محمد أحمد "أولي ثانوي" إن أصحاب المراكز يتفننون في جذب الطلاب من خلال شكل الملزمة وحجمها الصغير وتنظيمها مع إطلاق الألقاب الرنانة مثل المرشد والأسطورة والعندليب والمايسترو والخبير. أوضحت هناء محفوظ "مدير عام إدارة شبرا التعليمية" أن خطر هذه المراكز علي الطلاب كبير جداً لأن معظم الذين يقومون بالتدريس فيها غير متخصصين في التربية والتعليم وغالباً ما يمارسون مهناً أخري لا علاقة لها بالتعليم مشيرة إلي أنها تقوم بإبلاغ المديرية عن هذه المراكز وتشجيع الطلاب علي دخول المجموعات المدرسية واستقطاب الطلاب من خارج المدرسة أيضاً حتي لا يلجأ إلي المراكز الخارجية. أضافت أن هناك مسئولية كبيرة علي أولياء الأمور لأنهم يشجعون أبناءهم علي المبادرة بحجز الأماكن في المراكز منذ بداية العام الدراسي فيهمل الاستماع إلي شرح المدرس ويستغني عن المدرسة.