قال عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر والامين عام السابق لجامعة الدول العربية "ان مصر لم تصل الى الديمقراطية الكاملة بعد وينقصنا الكثير الى ذلك فمازلنا نحبو الى الديمقراطية فى ظل غياب دستور عصري ينظم حياة الناس طبقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين لان الديمقراطية هي النتيجة الوحيدة التي نتجت عن الثورات العربية". جاء ذلك خلال زيارته الى لبنان والتى استغرقت ثلاثة ايام بدأت الخميس 9 مايو لافتتاح المنتدى الاقتصاد العربى اللبنانى بحضور دولة رئيس الوزراء اللبنانى ومجموعه من الاقتصاديين والسياسين والعسكريين على المستوى العربى والدولى، شارك خلالها بجلسه بعنوان العالم العربى وكيفية الانتقال الى الاستقرار حيث ناقش تقييم المرحلة الانتقالية فى مصر وتونس وليبيا. واضاف موسى انه عندما يتكلم العالم عن مصر فهذا ليس تدخلا في الشأن الداخلي لأن أثر مصر وأهميتها العظيمة جعل لها شأنا عربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا ، فالديمقراطية والحياة الدستورية والقومية العربية ليسوا ضحايا للمرحلة الانتقالية، ونحن لازلنا نكافح لكي نحصل عليهم جميعاً". وأضاف أن الربيع العربي هو تعبير استخدمه الأوروبيين تشبيها بتطورات شرق أوروبا، وما حدث في عالمنا هو حركة تغيير شاملة ولابد أن نصفها بما هي عليه وليس كما يصفها الأوروبيين. وأشار موسى فى حديثة الى الجهات المتطرفة دينيا التى قد تتكلم عن التراث الإسلامي بشكل ضيق فى حين ان ماليزيا وتركيا نموذج جيد للدول الاسلامية التى ترفض ان تتبنى هذه الوجهات المتطرفة. وأعرب موسى عن رأيه أن النظام العربي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية لابد من تغييره لأن الناس والمتطلبات والظروف تغيرت وما حدث بعد الثورات في الخمسينيات ليس من الضرورة أن يتكرر، وأنه لايظن أن الحكم العسكري قريب من الصورة الحالية لأن الشعوب وخاصة الشباب يتطلعون إلى الديمقراطية مشيرا الى أن الوضع الاقتصادي مرتبط بالوضع الأمني والسياسي وتجربة حكم الأحزاب الدينية جاءت في وقت غير طبيعي بالنسبة للدول العربية، في ظروف اقتصادية واقتصادية في غاية الصعوبة مصر تواجه أزمة غير مسبوقة في تاريخها، وهو تحدي وجودي بالنسبة لمصر ومستقبلها وبالنسبة للمنطقة ككل وشكلها، وأن ما نحن فيه ليس هو المحطة الأخيرة للتغيير. وتساءل موسى عن الحكم الحالي هل سيستطيع أن يقود عملية بناء مصر كلها دون أفكار تخرج عن البناء الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدا امكانيته دون الدخول فى معارك لان الحكم له شرعية ولكنها تكتمل فقط بالإنجاز والبناء ونفى ماتردد بشأن وصفة البعض بأن المعارضة كانت سببا فى تعطيل مصالح الدولة، موضحا بأنها تحاول تصليح ما ورثته من اعباء واثقال والمظاهرات لا تمنع وزارات الخدمات من إصلاح نفسها وتأدية دورها. ومن ناحية اخرى ، قام السيد عمرو موسى بزيارة اخرى للجامعه اللبنانية الفرنسية للعلوم والتكنولوچيا القى من خلالها كلمه تقدم رؤية مستقبلية فى ضوء دروس الماضى تحت عنوان " الشرق الاوسط فى عالم متغير" وحملت الكلمه رسالة للعالم اجمع تؤكد على أن حركة التغيير الثورية هذه سوف تستمر دائما ، تصعد وتهبط ، لسنوات عديدة قادمة، ولكنها لن تتراجع او تدور إلى الخلف، مهما حاول البعض فرض مثل هذه المسيرة المتراجعة، وذلك لأسباب عدة أهمها: حركة التاريخ ذاتها، وتطلعات الناس وطبائع القرن الحادي والعشرين وتأثيراته واسبابه ومقوماته، بقدر ما تكشف ظلام المجتمعات الفاشلة بسبب جمود الفكر وفشل الحكم ومناورات القوى العظمى وضغوطها وتأثيرها. وتمنى موسى أن يكون العرب قد أدركوا صحة ايماننا بحقيقة التفاعل العربي، وأن النزاعات العربية كانت في جوهرها ومحتواها نزاعات وحساسيات بين حكام وقادة، ولم تكن أبداً نزاعات أو فرقة بين الشعوب. وانتقل موسى خلال كلمته بالجامعه اللبنانية الفر نسية الى الوضع الراهن فى المنطقة العربية قائلا .. تمر هذه المنطقة القلب من العالم العربي - لبنان وما حوله - بتطورات خطيرة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وسوف أتطرق هنا بسبب الوقت إلى مسألتي سوريا وفلسطين فقط، رغم أن الأمر يتعلق باعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها، وهو أمر كما تعلمون خطير، وقد أشرنا إلى ذلك في الحديث عن ضرورة مبادرتنا بالاعداد لنظام عربي واقليمي جديد. ويرى أن حل المسألة السورية سوف يشكل جوهر التغيير الاستراتيجي في هذه المنطقة، ومن هنا البطء في اتخاذ القرارات المصيرية الهامة المتعلقة بهذه المسألة، التى تستدعي معها المشكلة الفلسطينية، والمسألة الكردية، والعلاقات الشيعية السنية، وموضوع الأقليات الدينية والعرقية، ودور كل من ايران وتركيا.