تتطلع مصر للانضمام إلى مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، ويضع رئيسها محمد مرسي هذه المسألة على رأس جدول أعماله في زيارته الخارجية التي بدأها ..ويداعب المصريين حلم النهوض بعد بزوغ نجم مجموعة البريكس المشتملة على البرازيل وروسيا والهند الصين وجنوب أفريقيا. وتريد مصر الاستفادة من تجربة دول المجموعة التي يتوفر لها رصيد هائل من احتياطيات النقد الأجنبي، وحصة كبيرة من الصادرات الدولية، وغير ذلك من نجاحات على الصعيد التنموي مثل مواجهة الفقر والبطالة، وارتفاع نسب التعليم، وزيادة الإنفاق على البحث العلمي. ولكن هل بإمكان مصر أن تلتحق بهذه المجموعة؟ وهل يمكن أن يتحقق ذلك في الأجل القصير أو المتوسط؟ الخبراء يرون فكرة انضمام مصر إلى مجموعة البريكس حلمًا قد يصعب عليها تحقيقه في ظل الظروف الحالية، ولكنهم لا يمانعون من المحاولة، والاستفادة من تجربة تركيا في محاولتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتحقق لتركيا هدفها حتى الآن، ولكنها بهذه المحاولة رفعت من أداء اقتصادها بمعدلات كبيرة. لماذا تريد مصر الانضمام لبريكس ان زيارة البرازيل صاحبة سابع أقوى اقتصاد في العالم ، وهى الزيارة الاولى من نوعها لرئيس مصرى ، تمثل دفعة جديدة في طريق تهيئة الطريق لانضمام مصر لهذه المجموعة .. و يقول محمد عبد العزيز حجازى، أستاذ المالية في الجامعة الأميركية في القاهرة، ان مصر تحتاج إلى استثمارات أجنبية من دول أخرى غير الدول الأوروبية، التي تترد في تنفيذ مشاريع في بلد يمزقه عدم الاستقرار السياسي ، في حين أن المستثمرين بمحموعة "بريكس" معتادون على العمل في أوضاع صعبة. و اضاف حجازى ، ان مصر لا تريد فقط الانضمام للمجموعة بل تريد ايضا الاستفادة من تجارب البلدان الناشئة في مجالات التعليم والصحة ومكافحة الفقر والأمية.. كما تحاول الحصول قروض خارجية ، فهى افضل الان لمصر من القروض الداخلية ، فالقروض الخارجية فوائدها اقل مع الاقتراض المحلي،كذلك الاقتراض الخارجى أيضا يعطي فرصة للبنوك المصرية لضخ استثمارات في المشاريع، التي يمكن أن توفر فرص العمل. و في مؤتمره الصحفي الأول بعد أن أدى اليمين كوزيرا للتخطيط والتعاون الدولي ، قال عمرو دراج يوم الاربعاء ان " ظروف دول البريكس كانت مشابهة لمصر، ولكنها كانت قادرة على تحقيق طفرة كبيرة خلال السنوات 15 الماضية ، وأن اقتصادات البلدان الخمسة الآن تمثل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي". هل مصر مؤهلة للانضمام للبريكس يقول حجازى ان لدى مصر ما يؤهلها للانضمام لمجموعة البريكس " لدورها السياسي في المنطقة، فمصر كأكبر دولة في كلا من المنطقة العربية والشرق الأوسط لديها قدرات للانضمام للمجموعة." وأضاف أن مصر لديها خبرات جيدة في العديد من المجالات، التي يمكن أن تساعد الدول الأخرى، مع الأخذ في الاعتبار أن الغرض الرئيسي من تجمع مثل هذه الدول ، هو تحقيق المصالح المشتركة. وتوقع حجازى أن مصر سوف تتمكن من الانضمام إلى بلدان بريكس، وان الأزمة الاقتصادية لن تعرقل إمكانياتها ، فمصر تتميز بسوق كبيرة وجذابة للمستثمرين.. المعوقات التى قد تعوق او تؤخر انضمام مصر ويقول استاذ المالية بالجامعة الامريكيةبالقاهرة ، ان المعوقات الحالية تتمثل فى حقيقة أن مصر تواجه ضائقة مالية كبيرة الان بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة منذ اكثر من عامين بعد الثورة التي شهدتها عام 2011 والتي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، كذلك هناك انكماش في احتياطيات العملات الأجنبية، وانخفاض عائدات الدولة من قطاع السياحة والاستثمارات. وزير المالية السابق المرسي حجازى كان ق اعلن في ابريل ان العجز في الموازنة العامة للدولة وصل الى 10.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.. و قال ان الحكومة تسعى لاجراء وتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية بسرعة للتغلب على الزيادة المستمرة في العجز في الميزانية، والتي سوف تؤثر سلبا على الاقتصاد المريض، وتؤدى لزيادة مخاطر انفجار معدلات التضخم. جمال بيومي، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، يرى ان مصر تود أن تكون جزءا من تجمع البريكس ومرسي يريد ان يثبت ان بلاده منفتحة على العالم وأنه "ليس هناك خوف من حكم الإخوان المسلمين في أنحاء مصر. الا ان بيومى استبعد إمكانية انضمام مصر الى بلدان البريكس حاليا ، وقال "ان الفرصة ضعيفة للغاية والظروف الاقتصادية في مصر لا تؤهلها الان" .. مشيرا الى ان شروط الانضمام إلى بريكس تتطلب من اي بلد ان يكون معدل النمو لديها مابين 8-10 في المئة، في حين أن معدل النمو فى مصر الان هو 2 في المئة فقط .. و مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، وانخفاض معدل الاقتصاد ، فان الأمر يتطلب إصلاحات عاجلة لتحقيق مثل معدل النمو المطلوب للانضمام لمجموعة بلدان البريكس.