تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد تنفيذا لتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتحقيق الشفافية في حكومته الاشتراكية ، بدأ وزرائه فى الاعلان على الملأ عن ثرواتهم الشخصية لابعاد اى شكوك و شبهات قد تكتنف المواطن الفرنسي . و كشفت ميشيل ديلوناي، وزيرة كبار السن في الحكومة الاثنين ان ثروتها الشخصية تبلغ قيمتها أكثر من 7 ملايين دولار، بما في ذلك ما يقرب من 20 ألف دولار من المجوهرات، و ما يساوى 260 ألف دولار من تحف الاثاث واللوحات القيمة . كما اعلن وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس امتلاكه ثروة تقدر بأكثر من 7.8 مليون دولار، بما في ذلك شقة في باريس بقيمة 3.5 مليون دولار. هذه المعلومات توفرت للعامة فى فرنسا على المواقع الحكومية على شبكة الانترنت، بناء على أوامر الرئيس فرانسوا هولاند الذى اجبر جميع وزرائه على الكشف عن ثرواتهم و نشر تفاصيلها قبل الساعة 11 من مساء الاثنين. يأتى هذا الاجراء بعد فضيحة التهرب الضريبى التى ألمت بوزير المالية الفرنسي الاسبق جيروم كاهوزاك الذى اضطر إلى الاستقالة معترفا بأنه كان لديه حساب مصرفي سري في سويسرا يحتوي على 780 الف دولار ، والآن يواجه كاهوزاك اتهامات بالتهرب الضريبي و بالاحتيال وبالاحتفاظ بحسابات مصرفية سرية وهى القضية التى كشف عنها لأول مرة صحفي يعمل بموقع ميديابارت Mediapart الالكترونى للتحقيقات الصحفية. كذلك تسببت فضيحة مالية أخرى بالحرج لهولاند بعد ان اتضح ان جون جاك أوجييه المسؤول المالي السابق للحزب الاشتراكي الذي يتزعمه لديه استثمارات في شركتين في جزر كايمان، التي تعد ملاذا ضريبيا واضرت هذه الفضيحة بصورة هولاند امام ناخبيه من الفرنسيين خاصة وأن اوجييه كان مسؤولا عن ادارة تمويلات حملته لانتخابات الرئاسة . و قد كانت هذه الفضيحة ضربة قاصمة للحكومة الفرنسية ، ، بل مست بشكل خطير الرئيس هولاند الذي انتخب على أساس برنامج للشفافية والنزاهة، ووعد خلال حملته الانتخابية، بمعالجة المشاكل المالية التي تواجه فرنسا ببرنامج يحاول جاهدا لتحقيقه. والآن، وبعد 11 شهرا فقط في توليه منصبه، انحدرت شعبيته الى 29%، وفقا لاخر استطلاع للرأي نشر في 4 أبريل وقد خسر هولاند 4 نقاط مئوية في شهر واحد فقط، وبانخفاض 9 نقاط عن استطلاع راى شهر فبراير الماضى . و لقد كان طلبه من وزراء حكومته 37 بنشر تفاصيل ثرواتهم عبر الإنترنت ويجب ان يشمل ذلك تفاصيل الحسابات المصرفية والعقارات والممتلكات ذات القيمة العالية مثل السيارات والأعمال الفنية والتحف. كما وضع هولاند خطة جديدة اسماها "الاستراتيجية الاخلاقية" كجزء رئيسي من جهوده لاستعادة ثقة الجمهور الذى بدا يبتعد عن تأييده . وقد أثارت بعض المعلومات المالية لبعض الوزراء الكثير من السخرية ، فعلى سبيل المثال، كشفت وزيرة الاسكان سيسيل دوفلو وهى من حزب الخضر، أنها تمتلك سيارتين أحدهما رينو توينجو بقيمة 1900 دولار و الاخرى رينو 4L ، لا تساوى اكثر من الاخرى . واعترف وزير التجديد الصناعي، ارنو مونتبرج انه يملك كرسي صممه الأمريكي تشارلز ايمز قيمتها نحو 6000 دولار. لكن عملية الافصاح عن الثروات التى انتهجها هولاند ، اثارت تذمر السياسيين حول هذه العملية، و التى يرونها خلطا بين الخاص و العام ، و انه لا ينبغي أن يعلن ما هو خاص على الملأ . وقال كلود بارتولون لصحيفة لوفيجارو ، وهو اشتراكي بارز و لا يشغل منصب الوزير، أن السماح للجماهير بالاطلاع على مثل هذه المعلومات كان أقرب إلى استراق النظر. و يقوم الفرنسيون الآن بتحليل المعلومات التى بدأت تنشر على الانترنت ، فيما ينتظر الرئيس هولاند و يامل فى ان لا تاتى هذه العملية بنتائج عكسية ، وتتسبب في رد فعل جماهيرى عنيف ضد الاشتراكيين الأثرياء، وهو ما سيكون له اثر كبير على فقده المزيد من نقاط التاييد و هو امر لن يستطيع هو و حكومته على احتماله .