تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية إلى ما دون مستوى 79 دولاراً للبرميل ، بعدما استجابت الأسواق بشكل سريع لإعلان شركة "شل" الملكية الهولندية للنفط عن عزمها زيادة الكميات المنتجة من إحدى المنشآت النيجيرية. وتراجع سعر برميل الخام الخفيف، تسليم نوفمبر المقبل، 20 سنتاً إلى مستوى 78.82 دولاراً في التعاملات الآسيوية لبورصة نيويورك الإلكترونية، وذلك بعد يوم واحد من تراجع البرميل إلى مستوى 79.07 دولاراً بخسارة 2.20 دولاراً. وفي بورصة دبي للطاقة، استقر برميل النفط الخام العماني، تسليم ديسمبر المقبل، عند مستوى 72.70 دولاراً. وكان لإعلان شركة "شل" عن عزمها رفع الإنتاج من إحدى المنشآت النفطية النيجيرية التي كانت قد أقفلت العام الماضي بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد أكبر الأثر في تراجع الأسعار. وبالنسبة لأسعار المشتقات النفطية، فقد تراجع سعر غالون وقود التدفئة 0.38 سنتاً إلى مستوى 2.1558 للغالون الواحد، فيما تراجع سعر البنزين 0.34 سنتاً إلى مستوى 1.9968 دولاراً، فيما كسب الغاز الطبيعي 0.9 سنتاً لكل ألف قدم مكعب، صاعداً إلى مستوى 6.855 دولاراً. وقالت الشركة الهولندية إنها سترفع حالة الطوارئ عن منشأة "فوركادوس" وتعيدها إلى مستويات الإنتاج اليومية القصوى السابقة البالغة 380 ألف برميل يومياً، بعدما أجبرتها هجمات المليشيات المسلحة في المنطقة على خفض الإنتاج إلى حدود مابين واحد إلى ثلاثة في المائة فقط من إجمالي القدرة. وكانت أسعار النفط قد تراجعت في الآونة الأخيرة بعدما تضاربت التقارير حول مستقبل الطلب العالمي، إذ توقع البعض أن يشهد الربع الرابع من العام الجاري انخفاضاً في الطلب على الخامات، بينما يترقب البعض الآخر زيادة في الإقبال مع اقتراب فصل الشتاء، وفقاً لأسوشيتد برس. وبذلك تختلف التقديرات حول الأسعار الممكنة، إذ يؤمن عدد من الخبراء أن الأسعار متجهة دون أدنى شك إلى مستويات أدنى من 65 دولاراً للبرميل، وذلك وفق مسار نمطي اقتصادي محدد، فيما يتوقع محللون أن تحطم الأسعار المسارات النمطية وتتجاوز 90 دولاراً. ولا بد من التذكير بأن أسعار النفط عرضة للتأثر بعدد آخر من الاعتبارات العالمية، فمن جهة ما يزال الدولار يعاني من ضعف في أسعار صرفه، وإن كان قد حسّن مستوياته إلى حد ما أمام العملات الرئيسية الأخرى. ومن جهة ثانية، ابتعد بشكل كبير خطر الأعاصير الاستوائية عن منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط، مما قد يخفف الضغط الذي تشهده أسواق الخامات. ويلفت البعض إلى أن التقرير قد يؤثر على الأسعار بشكل إضافي، خاصة إذا ما ثبت بأن الاحتياطي الأمريكي قد ارتفع بمعدل مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، بموازاة تراجع البنزين 300 ألف برميل وسائر المشتقات النفطية، بما فيها وقود التدفئة، 600 ألف برميل.