أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ، تداول عقار جديد مضاد للإيدز وصف بأنه «الخيار الأخير» أمام المرضى الذين فشلت سائر محاولات علاجهم، ذلك لأن نقطة قوته الرئيسية، والمتمثلة بقدرته على تأخير انتشار المرض، مسؤولة أيضاً عن التسبب بحدوث أخطر عوارضه الجانبية السلبية عبر فشل الكثير من وظائف الجسم الحيوية. وتكمن أهمية العقار الذي يدعى «سلزنتري» Selzentry، في أنه الدواء الوحيد في الأسواق العالمية الذي بمقدوره إقفال أحد أهم المداخل التي يستخدمها فيروس الأيدز لتدمير خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مناعة الجسم، والمعروف باسم «عامل الاستقبال. CCR5». وقالت الشركة المصنّعة للدواء، وهي Pfizer الأميركية، إن العقار سيصبح متوفراً في الأسواق اعتباراً من الشهر المقبل، وأكدت أن سعره سيكون مساوياً لأسعار عقاقير مماثلة. ورأى العديد من الخبراء أن الميزة الخاصة بالدواء هي قدرته على التصدي للمرض في مراحل متقدمة تجعله باكورة جيل جديد من العلاجات، إذ أن الأبحاث أثبتت منذ وقت طويل أن الأشخاص المصابين بخلل في عمل CCR5يتمتعون بحماية أفضل ضد الأيدز، كما أن انتشاره داخل أجسادهم في حال الإصابة يكون بطيئاً جداً. غير أن الخبراء لفتوا إلى أن العائق الوحيد أمام إنتاج دواء مخصص لمعالجة (عامل الاستقبال CCR5)يكون في ارتفاع نسبة العوارض الجانبية الخطرة، والمتمثلة في احتمال التعرض لأضرار كبيرة في القلب أو الكبد، إلى جانب خطر زيادة الالتهابات وانتشار السرطان. ويبدو أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تكن بعيدة عن تلك المحاذير، فاعتبرت أن موافقتها على «سلزنتري» تأتي في سياق منح «خيار جديد» أمام المرضى من ذوي الحالات المستعصية، داعية الشركة المصنّعة إلى القيام بالمزيد من الأبحاث التطويرية. وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ديبرا برينكرانت، مسؤولة شؤون الدواء في الإدارة: «أوجه الاستفادة من الدواء تفوق مضاره، وهذا لا يعني أن المخاطر غير موجودة،فالدواء مخصص لمن بات طوّر جسمه لمقاومة لمختلف أنواع أدوية الأيدز، وهو ليس للمصابين حديثاً. ويقول الباحثون إن «الأيدز» - الذي يحتل حاليا المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأمراض الأكثر فتكا بعد أمراض القلب والجلطة وأمراض الجهاز التنفسي المعدية ، يوشك أن يحتل المرتبة الثالثة حيث يقضي هذا المرض على ما يقارب 8,2 مليون شخص سنويا. ويتوقع الباحثون أن يبلغ عدد الوفيات بهذا المرض خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة إلى نحو 120 مليون شخص.