الاهرام 12/1/2008 زيارة بوش لشطب أبومازن وليست دعما له, فعندما يقول اولمرت في حضرة بوش بالقدس إن السلام مع الفلسطينيين مرهون بوقف الهجمات من قطاع غزة, فهو يقول لابومازن: عليك بحماس أولا وعليك انهاء مشكلة حماس قبل كل شيء. ولو قبل أبو مازن يكون أمامه أحد طريقين: أولهما : ان يحاول القضاء علي حماس عسكريا بقوات محمولة تهبط علي غزة.. وهذه لايملكها ولاتجدي.. أو خوض حرب عصابات من داخل غزة ضد حماس... وهذه حرب أهلية يقتل فيها الفلسطيني نفسه بنفسه لينتصر الاحتلال؟! وثانيهما : أن يتوجه ابومازن للاتفاق مع حماس وتصفية الاوضاع القائمة.. وهذا مالاتقبله امريكا واسرائيل وتقفان ضده وتعملان من أجل إفشاله.. ولو حدث اتفاق من هذا النوع لحاربتا ابو مازن بالقول: أنت تتفق مع الارهاب؟! وهكذا يبقي ابومازن في انتظار مالايجيء وظهره للحائط بينما تسدد إليه اللكمات والضربات القاضية.. من شعبه الذي يريد حلا لايجده عنده.. ومن حماس التي ترفضه وتدينه وتحاكمه بتفاوضه مع أمريكا وإسرائيل.. ومن واشنطن وتل أبيب اللتين تغلقان في وجهه ووجه شعبه كل الطرق والابواب فتساعدان حماس وتضعفانه.. فلايكون أمام ابو مازن إلا أن يتهاوي دون سلام يقدر علي انجازه أو الحصول عليه أو حرب لايملكها ولايستطيعها. الحاصل انه كما حبست اسرائيل عرفات في غرفة رئاسته حتي مات, صارت الآن تحبس ابومازن في سجنها السياسي برام الله وتحبس حماس في ورطتها بغزة وتنتظر موت أي منهما.. أو أن يقوم أحدهما بازهاق روح الآخر وتصفية القضية الفلسطينية أو تشريدها في الزمن إلي ماشاء الله بينما هي تصنع من رام الله رمزا لموت الرؤساء الفلسطينيين وموت الحلول وموت السلام, ومدافن لهم.. ومن غزة عنوانا للارهاب. ومحرقة لقضية نبيلة. هذه هي لعبة امريكا واسرائيل التي جاء بوش من أجلها وليس من أجل فتح الطريق أمام إنهاء الاحتلال. وإلا كيف يكون مفهوما أن تكون اسرائيل بجحافلها العسكرية هي التي تمسك بخناق غزة وتقول للسلطة الفلسطينية البعيدة عنها ومن لاتملك جيشا: تقدمي لحل المشكلة؟! كيف يكون مفهوما اتهام كل من يحاول اقناع حماس بالعدول عن طريقتها الحالية بمساعدة الارهاب؟! كيف يكون مفهوما أن تقوم امريكا وإسرائيل في كل مرة بمحاولة قطع يد السلام الممدودة فلسطينيا ومصريا وعربيا؟! ماذا نفهم من أن تكون هذه كلها تصرفات وسلوك أمريكا واسرائيل وفي وقت واحد وفي كل الاتجاهات؟!لاشيء سوي أن حماس يجب أن تبقي مشكلة وان تتم حماية وتحصين أوضاعها الراهنة حتي تظل ذريعة امريكية اسرائيلية في وجه أي مطالب بالسلام وانهاء الاحتلال.. وأن الرحيل سيكون مصير كل من يتجرأ علي طلب السلام وانهاء الاحتلال. لهذا جاء بوش من أجل ان نقول: وداعا ابومازن.. وداعا للقضية الفلسطينية.. لا أن نقول: وداعا بوش.. وداعا للاحتلال؟! المزيد من اقلام واراء