تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد تزايدت الاصوات الامريكية المنادية بنأي بلادهم وترك الامور لشأنها فيما يحدث بمنطقة الشرق الأوسط الكبير، حيث تسود الفوضى من مصر إلى سوريا وحيث تتزايد فرص الحرب بين العديد من اللاعبين بالمنطقة . فقد اظهر احدث استطلاع رأى أجرته مؤسسة راسموسن ان 43 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن أمريكا " منغمسة بشدة" في شئون الشرق الأوسط ، بنما يعتقد 58 في المئة أنه ينبغي لواشنطن أن " تترك الأمور لشأنها" في العالم الإسلامي . نتائج الاستطلاع تتناقض مع ما اكدته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في جلسات الاستماع بالكونجرس قبل مغادرتها منصبها ، حينما قالت " "عندما تغيب أمريكا، وخاصة من بيئات غير مستقرة، فهناك عواقب تسمح بتجذر التطرف ، وتعاني مصالحنا اثر ذلك .. واسمحوا لي أن أشدد على أهمية استمرار الولاياتالمتحدة لقيادة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجميع أنحاء العالم". و اشارت كلينتون الى ان الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط الكبير في الآونة الأخيرة، والتي اثارت قلق واشنطن وحلفائها، تظهر مدى ما يمكن ان يحدث نتيجة خفض الولاياتالمتحدة لتدخلها و قيادتها للمنطقة . و يعارض الكثيرون نهج و سياسة كلينتون باستمرار الانخراط فى شئون الشرق الاوسط ، بالتاكيد على ان الوجود العسكري الامريكى في ذلك الجزء من العالم ، يضر بمصالح البلاد ، مدللين على هذا بان التدخل الامريكى فى ليبيا لم يجلب الا تعرض القنصلية الامريكية لهجوم قاتل اسفر عن مقتل اربعة امريكيين بينهم السفير هناك . والاسلاميون في مالي وهم جزء مما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب ، تسللوا إلى الجزائر، حيث هاجموا منشأة نفطية وقتلوا العمال هناك، وبينهم ثلاثة أمريكيين. ويرى المعارضون ان إدارة أوباما تتبنى وجهه نظر كلينتون لكن مع بعض الحذر ، فهى تساعد الان الفرنسيين في مالي، ولكن لم ترتقى مساعداتها لمرحلة التدخل العسكرى هناك .. و يحذرون من الاتفاق الاخير مع النيجر، التي تجاور مالي، الذى يسمح لواشنطن باطلاق طائرات بدون طيار من الأراضي النيجر.. فالطائرات بدون طيار تستخدم للمراقبة ولكن يمكنها أيضا إطلاق صواريخ لقتل الأفراد على الارض مثلما حدث في اليمن وباكستان وهو ما ولد الغضب ضد الولاياتالمتحدة. اما المؤيدون لاهمية بقاء الولاياتالمتحدة كلاعب فاعل يقود منطقة الشرق الاوسط ، يرون ان نهج ادارة الرئيس اوباما بخفض و تقليل التدخل الامريكى بالمنطقة يزيد كثيرا من المخاطر .. ففي سوريا، على سبيل المثال، كان تحفظ واشنطن على العمل مع حلفائها الأوروبيين والإقليمين لإنشاء منطقة حظر للطيران التي من شأنها خنق سلاح الجو السوري قد ترك فراغا يمكن التنبؤ به، مع جيران سوريا غير القادرين على الضغط بفاعلية على بشار الاسد أو مساعدة المتمردين. و في إيران، النظام هناك يتقدم في سعيه النووي، مع عدم وجود مؤشرات على أن العقوبات الاقتصادية والمالية أدت بوضوح لإضعاف اقتصاد البلاد وردع قادتها. وفي الوقت نفسه، سحب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان يرسل إشارات مشوشة حول التزام طويل الأجل من واشنطن في المنطقة، ودفع طهران للسعى للتفوق الإقليمي في حين المملكة العربية السعودية وحلفائنا الآخرين في مجلس التعاون الخليجي يناضلون لمواجهة هذا التوسع الايرانى . وفي مصر، اغرقت الولاياتالمتحدة حكومة الإخوان المسلمين بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية ، على افتراض ان تقوية النظام فى مصر ومنع انهيار الدولة يدعم الاستقرار الإقليمي .. لكن ما تفعله واشنطن يرسل إشارات مقلقة للإصلاحيين العلمانيين في المنطقة خاصة مع بقائها صامتة إلى حد كبير ازاء انتهاك القاهرة للحريات المدنية والتهديد ببناء نظام استبدادى ديني يحل محل النظام العلماني السابق. و يرى العديد من السياسيين و العسكريين الامريكيين ، ان العالم يتطلع لقيادة أمريكا خاصة مع تزايد المخاطر فى منطقة الشرق الاوسط ، ويطالبون بمزيد من مشاركة الولاياتالمتحدة من اجل تجنب ما هو اسوء فى المستقبل .