تروي الآثار المصرية تاريخ الحضارة التي نشأت علي أرض مصر حيث أبدع الإنسان المصرى القديم وقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أما للحضارات الإنسانية. وقد نظمت مؤخرا كلية الآثار في جامعة القاهرة بالتعاون مع معهد الآثار الفلمنكي وكلية الآثار في جامعة الفيوم وكلية الآداب في جامعة المنصورة، إحتفالية لتكريم الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار المصرية، وهي الإحتفالية التي انتقد فيها المسؤولين وعلماء الآثار متهماً إياهم بالتقصير وعدم الاهتمام بالآثار المصرية سواء القديمة أوالإسلامية أو القبطية. ولفت نورالدين الى أنه شخصياً كان من أوائل المقصرين حيث تمّ الاكتفاء بالجلوس في المكاتب المكيفة والمتاحف وترك مهمة الكشف عن الآثار الجديدة للعلماء الأجانب، محذراً من أن تاريخنا سيكون عرضة للتحريف والتغيير والتزييف إذا تركنا مهمة اكتشافه ودراسته لغيرنا خاصة إذا كانوا من العلماء غير المنصفين وكان من بينهم علماء يهود. ووجه اللوم بالتقصير أيضاً الى كليات الآثار وعشرات الأقسام العلمية المنوط بها العناية بالآثار وترميمها. وقد عبرالدكتور عبد الحليم بأن الاهتمام انصب على شرم الشيخ وطابا ودهب كمناطق سياحية شاطئية ولم يهتم أحد بالعريش التي تعدّ أحد مناجم الآثار المهملة كما انحسر الاهتمام بسياحة السفاري في الصحراء ولم نهتم بالشرقية والدقهلية وطنطا رغم تكدس الآثار في باطن الدلتا من كل العصور.