اختتم المؤتمر الدولي بشأن العراق أعماله أمس في نيويورك بالاعلان عن تأييده لتوسيع دور الأممالمتحدة لكنه رصد هذه الخطوة بتحسن الأوضاع الأمنية في هذا البلد الذي دمرته الحرب. أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تأييدهما اللامحدود لتوسيع دور الأممالمتحدة في ختام المؤتمر الذي استغرق ساعتين وضم ممثلي 20 دولة من بينها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وثماني دول مجاورة للعراق هي مصر والسعودية وسوريا وإيران والبحرين وتركيا والكويت والأردن والمنظمات والوكالات متعددة الأطراف. قال مون في مؤتمر صحفي مع المالكي ان المشاركين في المؤتمر أكدوا علي دور الأممالمتحدة الرئيسي في المساعدة علي دعم المصالحة الوطنية وأكد ان هناك اتفاقا علي أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يدير ظهره للعراق أو يتجاهله.. غير أن مون حذر من أنه علي الرغم من تحسن الأوضاع الأمنية في العراق إلا أن هذه الأوضاع تحتاج إلي عمل المزيد قبل أن تتمكن الأممالمتحدة من زيادة وجودها. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد حذر خلال المؤتمر من أن السلام لا يمكن تحقيقه عبر الوسائل العسكري وحدها مؤكدا أهمية التعاون الاقليمي لتعزيز جهود العراق الرامية إلي تحقيق المصالحة الوطنية وتجنب تفاقم التوتر. وتوجد حاليا بعثة للأمم المتحدة مكونة من 95 ممثلا في العراق 65 في بغداد و30 في اربيل الكردية بالاضافة إلي بضع مئات من أفراد الأمن الدوليين ونحو 235 من موظفي المنظمات المرتبطة بالأممالمتحدة يعملون من الأردن والكويت. ومن جانبه قال المالكي ان حكومته حققت تقدما نحو المصالحة الوطنية مشيرا إلي مشاركة كافة الأطياف العراقية خلال سلسلة من اجتماعات سابقة وقال ان الحكومة سيكون بمقدورها توفير الأمن للأمم المتحدة علي نحو يمكنها من أداء دورها بشكل فعال. ومن المقرر أن يلتقي المالكي علي هامش اجتماعات الجمعية العامة مع عدد من المسئولين الأمريكيين علي رأسهم الرئيس بوش. وقد عقد هذا الاجتماع علي هامش اجتماع الجمعية العامة وضم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متقي. وذكرت مصادر دبلوماسية أن متقي دعا السلطات الأمريكية إلي الافراج عن ايرانيين متحجزين في العراق تقول طهران انهم دبلوماسيون لكن واشنطن تتهمهم بمساعدة المقاومة العراقية. وقد انعكست حالة التوتر القائمة بين أمريكا وإيران علي أعمال المؤتمر حيث تعهد متقي بأن تساعد طهران في تحقيق المصالحة الوطنية بالعراق لكن الولاياتالمتحدة استبعدت أن تقدم إيران هذه المساعدة. وهاجم متقي استمرار الوجود الأمريكي في العراق. وقال ديفيد ساتر فيلد ممثل الولاياتالمتحدة الخاص لدي العراق للصحفيين عقب الاجتماع ان متقي ركز علي الولاياتالمتحدة أكثر من تركيزه علي القضايا المتعلقة بالعراق.. واتهم ساتر فيلد إيران بالازدواجية بين ما تقوله وما تفعله علي الأرض. وأضاف ساتر فيلد ان رايس أوضحت ضرورة ان تقدم الدول المجاورة للعراق الدعم والاستقرار للعراق وان تحترم سيادته.