أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إن أحدا لا يستطيع التدخل في العلاقة الوثيقة والتاريخية بين مصر وأشقائها العرب، لكنه أكد في الوقت نفسه أن مصر لديها سياسة مستقلة تقوم على الحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال رؤية مصرية. وأضاف الرئيس السيسي – خلال حديثه اليوم أمام الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين، تحت عنوان (أكتوبر الارادة والتحدي)، تعقيبا على وصفه الرئيس ب"بعض تجاذبات الإعلام، وليس من جانب الدولة المصرية، وما بثته مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات لم تكن مريحة" – قائلا: إن موقف مصر من سوريا هو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق إرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا. وأنا أري أنه لا يوجد اعتراض على ذلك من جانب أشقائنا الخليجيين. وأوضح الرئيس السيسي أن تصويت مصر في مجلس الأمن على مشروعي القرارين الفرنسي والروسي كان لصالح وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون في سوريا، ونحن كنا ننظر للأمر خلال التصويت على مشروعي القرارين من خلال هذا المنظور. واستطرد الرئيس قائلا: البعض أعتقد أن وقف شحنات البترول إلى مصر كان ردا على موقف مصر في مجلس الأمن، لكني أقول أنه فيما يتعلق بشحنات البترول فإنه يخص اتفاقا تجاريا تم توقيعه في أبريل الماضي، ونحن من جانبنا اتخذنا الإجراءات المناسبة لتوفير احتياجاتنا ولا يوجد لدينا مشكلة في الوقود والبترول. واكد الرئيس على أن السياسة المصرية تقوم على الاعتدال والتوازن والتسامح واستقلالية القرار حيث تقيم مصر علاقات متوازنة مع جميع الدول وان هذه السياسة تقوم على هذه الثوابت وهي نتاج دراسات متأنية لتجارب المصريين وتجارب الشعوب الأخرى. وأضاف السيسي "لقد درست تجربة محمد علي ولماذا لم تكتمل ثم درست أيضا تجربة ثورة 1952 ولماذا لم تكتمل ودرست تجارب دول كانت قوية ومستقرة تحترم سيادتها لكن نتيجة ممارسات خاطئة دمرت بلادها ولذلك فإن سياستنا تقوم على الانفتاح واستقلالية القرار وعدم التدخل في شئون الآخرين وعدم التآمر على أحد". تابع الرئيس "ربما يكون هناك من يقول إن هذه القيم لا تصلح لكني أري أنه لا ينبغي على الإطلاق التآمر مع الآخرين لتدمير بلاد وتخريب أمم وأنا لا أريد أن أكون شريكا في مثل هذه الأفعال". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا "أريد ثقافة تدعو للتعاون والاستقرار والسلام لأن ذلك نتاج قراءة معمقة لتاريخنا وتاريخ المنطقة وتجارب شعوب أخرى".
