أعلن قيادي من حركة التوحيد والجهاد المسلحة أن حركته قررت سحب مقاتليها من مدينة "غاو" التي كانوا يسيطرون عليها بشمال مالي, وذلك بعد قصف فرنسي لها مساء أمس الجمعة. وأضاف القيادي بالحركة المعروف باسم "أبو الدرداء الموريتاني" - في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية مساء السبت - إن الحركة لا تريد الأذى لهذه المدينة بسبب سكانها الذين استقبلوهم في منازلهم, لذلك قرر مجلس شورى المجاهدين في الحركة بقيادة "أبو الوليد الصحراوي" الانسحاب التكتيكي من المدينة. وشدد "أبو الدرداء الموريتاني" على أنهم لم يخلوا المدينة تماما , مشيرا إلى أنهم سيتركون بعض الأفراد في المدينة . كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعربت عن خشيتها من أن يؤدي القتال الدائر حاليا في مالي إلى إذكاء النزاعات في الدول المجاورة وأن يزيد تدفق اللاجئين عبر الحدود بسبب حدة التوترات القائمة أصلا في المنطقة . وقال "بيتر ماورر" - رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر - في تصريح له نشرته وسائل الإعلام الجزائرية السبت - إن كل المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى قد شهدت تدفقا هائلا للأسلحة وزيادة كبيرة في التوترات السياسية منذ انطلاقة انتفاضات الربيع العربي في منطقة شمال أفريقيا قبل عامين , مشيرا إلى أن دولا مثل نيجيريا وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر تواجه في الوقت الحاضر مخاطر كبرى . وطالب "ماورر" اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن تخصص المزيد من الوقت والطاقة والموارد للمنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى خلال هذا العام لأنه من المتوقع أن تظهر على السطح صراعات أخرى . تجدر الإشارة إلى أن القوات المالية والفرنسية قد استعادت يوم الإثنين الماضي السيطرة على مدينة "ديابالى" - التى تقع على بعد 400 كيلومترا غرب باماكو - من أيدي المسلحين وهم فى طريقهم إلى مدينة "ليرى" الشمالية بهدف السيطرة على مدينة "تمبكتو " .