مرة أخري تتكرر المآسي الدامية علي قضبان السكة الحديد، وتحدث كارثة جديدة مروعة، يروح ضحيتها المزيد من الشهداء والعديد من المصابين، وكأننا البلد الوحيد في الدنيا الذي صممت القطارات فيه، كي تتصادم أو تنقلب أكثر من مرة في العام الواحد، خاطفة معها أرواح الضحايا. لم يمر اكثر من بضعة أسابيع علي الكارثة البشعة لقطار أسيوط، بكل ما أصابنا فيها من ألم وأسي علي اطفالنا الذين فقدوا أرواحهم البريئة فيها، حتي فوجئنا بمصابنا الجديد في كارثة قطار البدرشين الذي اصابنا وكل المصريين بمزيد من الحزن والألم. والمأساة المروعة الجديدة التي وقعت منتصف ليلة الاثنين الماضي والتي راح ضحيتها تسعة عشر شهيدا وما يزيد عن المائة مصاب من شبابنا لن تكون الاخيرة للأسف، إذا استمرت حالة مرفق السكك الحديدية علي ما هي عليه من تدهور جسيم، واهمال اشد جسامة. ويؤسفني بالقطع ان اقول ذلك، ولكنها الحقيقة المرة التي يجب علينا ان نواجهها، حيث لابد ان ندرك اننا نواجه في كل كارثة نتيجة حوادث القطارات، جريمة اهمال شديد ومتفش في أحد أهم المرافق في مصر، دام علي مدار سنوات طويلة ماضية حتي وصل بهذا المرفق الي حالته المزرية وبالغة السوء التي هو عليها الآن. وليس خافيا علي احد منا أننا قد تعاملنا مع جميع كوارث السكة الحديد السابقة، وآخرها حادثة قطار أسيوط، بطريقة كبش الفداء، الذي يجب ان نحمله المسئولية كاملة حتي يهدأ الرأي العام، وتمتص موجات الغضب والانفعال التي تنتاب اهالي الضحايا وعامة المواطنين جراء كل كارثة. وفي هذا الاطار قدمنا العديد من كباش الفداء ابتداء من سائقي القطارات، وعمال السيمافورات، وحراس المزلقانات، وبعض المسئولين، وانتهاء ببعض الوزراء،..، ولكن الكوارث لم تتوقف والحوادث لم تمتنع، وذلك يرجع لسبب غاية في البساطة وهو بقاء الاهمال رغم التضحية بكبش الفداء. نقلا عن صحيفة الاخبار