بقلم/عبد الناصرسلامة رئيس تحرير الأهرام يقول رئيس الدولة هو رمز لهيبتها والانتقاص من شخصه سواء بالتصريح أو التلميح, هو انتقاص من هيبة الدولة وسواء كان ذلك من خلال برامج تليفزيونية أو غيرها فالنتيجة واحدة, وبالتأكيد هناك فرق بين انتقاد قرار ما لرئيس الدولة, وبين الإصرار على النيل من شخصه بعبارات غير لائقة أحيانا, والغمز واللمز أحيانا أخرى. وأضاف: رئيس الدولة فى حالتنا لم يهبط علينا بالباراشوت , أو بانقلاب غير مشروع , وإنما تم تنصيبه رسميا من خلال صناديق انتخابات شعبية.. ورئيس الدولة فى حالتنا هو أكاديمى مشهود له , يتميز بخلق رفيع , ولم يعهد أحد فيه سلوكيات فاسدة أو دموية, أوحتى ضارة..وفي حالتنا أيضا هو حديث العهد بهذا المنصب , أى أنه فى حاجة إلى الفرصة الزمنية والواقعية كى يحقق برنامجه الانتخابي , وتطلعات شعبه, وهو أيضا قد قبل النقد اللاذع منذ أول يوم تسلم فيه مهامه وحتى الآن, إلا أن الإسفاف قد بلغ مداه, مما جعل الرأي العام هو الذي ضاق ذرعا بهذه الممارسات التي آن لها أن تتوقف. وتابع: إذا كنا نتحدث طوال الوقت عما هو مطلوب من الدولة , وما هو مطلوب من الرئيس, فيجب أن نأخذ فى الاعتبار, ما هو مطلوب من الإعلام , وما هو مطلوب من النخبة , وما هو مطلوب من المعارضة , وذلك لأن الممارسة يجب أن تكون متكاملة, ولا يمكن البناء على واحدة منها دون الأخرى , خاصة فى مثل هذه الظروف التي يمر بها مجتمعنا والتي تحتاج إلى جهود كل فئات المجتمع للخروج من عنق الزجاجة وإلا فإننا فى حاجة بالفعل إلى من يذكرنا بتاريخ مصر, وفضائل مصر, وتوافق شعب مصر. ويرى سلامة أن "المطلوب الآن , وبعد مرور عامين على ثورة 25 يناير, صياغة جديدة للعلاقة بين مؤسسات الدولة المختلفة , بل بين الأفراد بعضهم البعض , حتى لا يظل الانفلات هو الحالة الشائعة باسم الثورة, والنيل من رأس الدولة حالة سائغة باسم الديمقراطية , وحصار مقر رئيس الدولة , حالة طبيعية باسم الحرية , وإغلاق الطرق والميادين , حالة رائجة لم يعد لها ما يبررها, وجميعها ممارسات تقع على النخبة ووسائل الإعلام مسئولية التصدى لها قبل الدولة الرسمية, حتى لا يستغلها البعض فى توجيه الانتقادات والاتهامات على أنها محاولات للتضييق على الحرية أو الديمقراطية , إلا أننا أمام النيل من هيبة الدولة, والانتقاص من مكانة رئيس الدولة, قد لا نلوم إلا أنفسنا, لأننا جميعا خاسرون.