نقلا عن : الاخبار 24/10/07 من المؤكد أن ايجاد حل لمشكلة الخلاف بين حكومة السودان المركزية والحركة الشعبية في جنوب السودان لضمان التوافق حول استمرار العمل باتفاق 'أبوجا' للسلام يدخل ضمن متطلبات الأمن القومي المصري. لاجدال أن أمن واستقرار ورخاء السودان هو محور أساسي في السياسة المصرية انطلاقا من العلاقة الأزلية بين البلدين اللذين يربط بينهما نهر النيل العظيم بالاضافة إلي وشائج الدم والمصاهرة، والمصالح المشتركة. تجاوبا مع هذا الوضع الذي جعل من الاخٌوة والتعاون مسارا تاريخيا راسخا كان لابد أن تبادر مصر بالتحرك البناء بين الأشقاء في الشمال والجنوب من أجل احتواء الخلاف الذي يهدد جهود الوصول الي تسوية لانهاء الصراع الذي استمر سنوات وسنوات وراحت ضحيته مصالح السودان الوطنية والقومية. جهود مصر الرائدة تمثلت في تلك الزيارة السريعة التي قام بها مؤخرا أحمد أبوالغيط وزير الخارجية واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة بتكليف من الرئيس حسني مبارك وشملت كلا من الخرطوم وجوبا حيث التقيا بالقيادات السودانية وتوصلا معهم إلي أرضية مشتركة لإزالة سوء التفاهم الذي كان وراء أزمة سحب وزراء الجنوب من الحكومة المركزية. ولايمكن القول بأن هذه الجهود قد أنهت الخلافات تماما ولكنها علي الأقل استطاعت أن تضع الطرفين علي طريق العمل المشترك من أجل ايجاد الحلول المناسبة القائمة علي الحوار الاخوي. ولقد كان لقاء الرئيس السوداني عمر البشير بنائبه الجنوبي سلفا كير زعيم الحركة الشعبية في جنوب السودان بادرة طيبة عن رغبة الطرفين في التفاهم والالتزام باتفاق السلام. ان مساهمة الجهود المصرية في تحقيق سلام وأمن واستقرار السودان يستند إلي العلاقات القوية المجردة من كل هوي التي تربطها بكل الأطراف السودانية شمالا وجنوبا. ليس أدل علي هذه الحقيقة من المساعدات المصرية التي يجري تقديمها لجميع الاخوة السودانيين بلا استثناء كما تشمل أيضا الملايين الأربع منهم الذين يعيشون بين اخوتهم وأهليهم علي أرض مصر . وتجسيدا للاخوة المصرية السودانية والرغبة الحقيقية في مساندة جهود التنمية بجنوب السودان المتحدث مصر 20 مليون دولار لتمويل عدد من المشروعات في مجال الموارد المائية وتوليد الكهرباء بالاضافة إلي اقامة عدد من المدارس ومستشفي وفرع لجامعة الاسكندرية وكذلك تقديم المنح الدراسية في الجامعات المصرية لأبناء الجنوب لاستكمال دراساتهم. ولا يقتصر الدور المصري الذي يستهدف دعم سيادة ووحدة الأراضي السودانية علي التحرك لتصفية النفوس في علاقات الشمال والجنوب وانما يهتم ايضا وبكل جدية بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي تسوية لمشكلة دارفور إلي درجة الموافقة علي انضمام قوات مصرية إلي قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الاقليم. كم نرجو نحن المصريين أن يتمكن السودان الشقيق من انهاء مشاكله ليكون بإمكانياته ومعنوياته الاقتصادية والبشرية سندا وقوة للأمة العربية. المزيد فى اقلام واراء