قصة بوسطن مع الشاي تاريخية، تعود الى القرن الثامن عشر عندما قرر البرلمان البريطاني السماح لشركة شرق الهند بتصدير الشاي الى المستعمرات الأميركية الثلاث عشرة من دون ضريبة لانقاذ الشركة من الافلاس الذي كان يترقبها نتيجة الفساد وسوء الادارة. هذا القرار اثار حنق المواطنين في تلك المستعمرات الجديدة وقرروا عدم الخضوع لبريطانيا وأوامرها التي كانت قد فرضت عليهم دفع الضريبة على الكثير من السلع مثل الورق والقهوة والنبيذ والسكر وغيرها. لذا، وفي عام 1773 عندما وصلت ثلاث سفن تابعة لشركة شرق الهند الى ميناء بوسطن وهي سفن اليانور وبيفر ودارتموث لم تسمح سلطات الميناء للسفن بتنزيل شحنات الشاي. وعند المساء قرر مواطنون تابعون لمجموعة 'أبناء الحرية' مواجهة الحدث فاعتلوا سطح السفن الثلاث وقاموا بتكسير خزانات الشاي بالفؤوس فانسكب الشاي في مياه البحر على يد الوطنيين الذين قدموا للتاريخ حادثة 'حفل شاي بوسطن'. الطريف انني عندما كنت ابحث في تاريخ ذلك الحفل الوطني الخالد فقرأت انه أثناء الحدث انشغل شخص يدعى تشالرز اوكونور بتعبئة جيوبه وتجاويف ملابسه بالشاي المنسكب عوضا عن مشاركة الوطنيين في جهودهم. وتذكرت كم اوكونور يعيش بيننا الان من دون خوف او خجل، ولا يحتمي بظل او عتمة ليستر فعلته. على العموم فان جهود ابناء الحرية من الوطنيين سجلت في أنصع صفحات التاريخ الأميركي وقد تم توثيق أسماء كل من شارك من هؤلاء الرجال في تلك الليلة وقيل ان تلك المقاومة التي بات لها صيتا عالمي أثرت على رجال كثر، منهم المهاتما غاندي الذي حمل في يده يوما حفنة من الملح أمام الحاكم البريطاني أثناء احتجاح الهند المتعلق بالملح وقال ان تلك الحفنة تذكره بحفل شاي بوسطن. والى اليوم مازالت علاقة بوسطن بالشاي وثيقة وحميمية، يعبر عنها اعتزاز اهل بوسطن بالحدث الذي أنشأوا من اجله متحفا واحتفظوا بسفينة تحكي للزوار ملحمة المقاومة تلك. غير ان المتحف والسفينة مغلقان الان من اجل الترميم ولن يتم افتتاحهما الى ان يحل خريف عام 2008. ويشخص كذلك أبريق شاي ضخم في سماء بوسطن معلقا فوق مقهى 'ستاربكس' بالقرب من محطة الغافورنمنت سنتر على بعد خطوات من كوينزي ماركت وبالتحديد في كورت ستريت. وتبلغ سعة الأبريق الذي تم صنعه في عام 1873 خصيصا لشركة الشاي الشرقية 227 غالونا ويزن 200 باوندا. وكانت الشركة قد أقامت مسابقة عامة للجمهور وخصصت جائزة عبارة عن صندوق من الشاي لمن يحزر سعة الابريق. واليوم يخرج البخار من فوهة هذا الابريق عن طريق المرجل او غرفة السخانات في المبنى الذي يعتليه.