أكد مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي صدر الخميس باجماع أعضائه ال15 انه من مسؤوليات حكومة جمهورية افريقيا الوسطى "حفظ الأمن والنظام وضمان سلامة السكان المدنيين". وجدد البيان دعوة قوات المتمردين المنضوين تحت لواء تحالف "سيليكا" إلى "وقف الأعمال العدائية فورا" والانسحاب من المدن التي استولوا عليها وكذلك أيضا وقف زحفهم باتجاه العاصمة بانجي. وأضاف ان أعضاء مجلس الأمن "يطالبون كل الأطراف بعدم ارتكاب أي أعمال عنف بحق المدنيين واحترام حقوق الإنسان". كما جدد البيان الرئاسي دعوة مجلس الأمن أطراف النزاع إلى "العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي عن طريق الانخراط بشكل بناء في حوار سياسي مناسب". وأكد المجلس أيضا دعمه الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، مشددا على انه "يطلب من جميع الأطراف احترام قرارات قمة المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا والمشاركة بحسن نية في المفاوضات الرامية المفترض ان تحصل في ليبرفيل". وصدر بيان مجلس الأمن غداة إعلان الأممالمتحدة انها أمرت جميع موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة افريقيا الوسطى بعدما باتت قوات تحالف المتمردين على مشارف العاصمة بانجي. وبعد أسبوعين من المعارك والانتصارات المتتالية للمتمردين ووصولهم الاربعاء إلى أبواب العاصمة ولكن من دون دخولها، قال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي الاربعاء ان المتمردين "برسائلهم المتضاربة وبزحفهم العسكري يبدون عازمين على الاستيلاء على بانجي". وأضاف في بيان ان قرار سحب الموظفين غير الأساسيين العاملين لدى الأممالمتحدة في جمهورية افريقيا الوسطى وعددهم حوالي 200 موظف هو قرار "مؤقت" و"إجراء احترازي لخفض وجودنا في حال تدهورت الأوضاع في بانجي". وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت الاربعاء انها دعت الرعايا الأمريكيين في افريقيا الوسطى إلى مغادرة هذا البلد وطلبت من بانجي حماية سفارتها ومن المتمردين وقف قتالهم ضد القوات الحكومية، معربة عن "قلقها العميق" من تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. والخميس دعا رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي كلا من واشنطن وباريس لمساعدته، لكن عزلته تزداد على ما يبدو، لأن فرنسا أكدت انها لن تتدخل ولم يهب أي بلد مجاور لنجدته. ولكن فرنسا أعلنت صراحة انها لن تتدخل عسكريا لدعم بوزيزي، ودانت في الوقت نفسه "استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها حركات التمرد" في افريقيا الوسطى مشددة على ضرورة تسوية الأزمة "بالحوار".