خاضت القوات الافغانية معارك مع المئات من مقاتلي طالبان لليوم الخامس في غرب البلاد الجمعة، حيث تحدت هجمات المقاتلين الادعاءات بأن المتمردين لا يجيدون في الاشتباكات التقليدية. واستأنفت حركة طالبان الاسلامية المتشددة تمردها قبل عامين بهدف الاطاحة بالحكومة الافغانية الموالية للغرب، وطرد 50 الفا من الجنود الاجانب، ووسعت في مسعاها لذلك عملياتها الى الشمال من الجنوب الذي تقطنه اغلبية من البشتون و الذى يعد معقلا لها. وتقول القوات الغربية ان اعتماد طالبان في الآونة الاخيرة بشكل كبير على الهجمات الانتحارية والتفجيرات يأتي بسبب الخسائر الجسيمة التي ألحقتها بهم مع القوات الافغانية في الاشتباكات التقليدية، ونتيجة عدم قدرة المسلحين على الصمود على الارض، لكن هجومين لطالبان اثارا الشكوك في صحة هذا التأكيد. ولا تزال قوات أفغانية مدعومة بجنود يقودها حلف شمال الاطلسي تخوض معارك لاخراج المئات من مقاتلي طالبان من منطقة جوليستان في اقليم فراه الغربي الجمعة بعد ان اجتاح المتمردون المنطقة الاثنين. واحتلت طالبان لفترات قصيرة عددا من المراكز المعزولة في وسط وجنوب البلاد خلال العامين الماضيين، لكن مقاتليها يفرون عادة من المناطق بمجرد وصول الجيش الافغاني والقوات الاجنبية اليها. غير انه في الوقت الذي خاضت فيه قوات افغانية واجنبية قتالا ضد المسلحين في انحاء جوليستان هذا الاسبوع، سيطر المتمردون على الكثير من الارض، واحتلوا منطقة باكوا المجاورة الاربعاء. وقال اكرام الدين ياوار قائد شرطة غرب افغانستان انه لا تزال منطقة جوليستان تحت سيطرة طالبان، و انه يريد مساعدة من حلف الاطلسي لمساندتهم من الجو. وقالت القوات الكندية والافغانية المرابطة في مدينة قندهار الرئيسية في الجنوب الخميس انها صدت هجوما لطالبان بالقرب من المدينة، وارغمت المتمردين على التراجع، ولكن في الغرب حذر قائد منطقة قريبة من جوليستان وباكوا من ان منطقته قد تقع ايضا في ايدي المتمردين ما لم تتدخل قوة جوية اجنبية. ورغم ان الضربات الجوية اثبتت فاعلية في انهاء هجمات لطالبان، الا انها تعرضت لانتقادات في افغانستان لانها غالبا ما تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. و ذكر متحدث باسم قوة حلف الاطلسي انه لم يتم الاستعانة بالضربات الجوية لان القتال ليس بالضراوة التي تستدعي مشاركتها. وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان ان مقاتلي الحركة سيبسطون سيطرتهم بالكامل على اقليم فراه، ولن ينسحبوا. و يعد اقليم فراه هو منطقة صحراوية في معظمها، وغير كثيفة السكان، وتحد ايران من الغرب واقليم هلمند من الجنوب الشرقي، حيث يحتفظ المتمردون باحدى البلدات منذ فبراير/شباط، ويخوضون معارك شبه يومية مع قوات اغلبها بريطانية. وقال قائد شرطة باكوا ان قواته اجرت انسحابا تكتيكيا من المنطقة لتجنب وقع خسائر في صفوف المدنيين. ويعترف قادة حلف شمال الاطلسي بأن فرصتهم محدودة في إلحاق الهزيمة بطالبان وتحقيق التنمية المطلوبة بشدة قبل ان يتحول الرأي العام الافغاني ضد وجودهم، كما يطالب الرأي العام الغربي الذي انتابه الاحباط من ارتفاع اعداد القتلى بانسحاب القوات واعلان فوز المتمردين.