المعارك الطاحنة مستمرة بين الجيش الباكستاني وبين مقاتلي طالبان في جنوباقليم وزيرستان الجنوبية حيث يسعي الجيش الي السيطرة علي المعاقل الرئيسية للمتمردين الذين يتحدون سلطة الحكومة المركزية من ناحية، ويشكلون قاعدة خلفية واحتياطيات استراتيجية للمقاتلين من طالبان أفغانستان . منذ بدء الحملة العسكرية، دفع القصف والهجوم البري الأخير اكثر من 110 آلاف مدني الي الفرار من وزيرستان الجنوبية الي بلدتي ديرة اسماعيل خان وتانك المجاورتين، حسب السلطات الباكستانية والامم المتحدة مما يهدد بنشوب أزمة انسانية واسعة النطاق . يقدر الخبراء عدد المسلحين بحوالي عشرة الاف، يساندهم عدد غير محدد من المقاتلين الاجانب معظمهم من اسيا الوسطي والعالم العربي ، ومن أفغانستان بطبيعة الحال . تري الولاياتالمتحدة ان تنظيم القاعدة اعاد تشكيل صفوفه في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان، وان عناصر من طالبان افغانستان اقاموا فيها قواعد خلفية بدعم من طالبان باكستان الذين ينتمون الي عرق الباشتون نفسه . ويزداد الوضع تعقيدًا نتيجة سرعة تدهور الأوضاع الأمنية في باكستان، والتي أضحت مركز الثقل للمتمردين الهاربين من حملات "مكافحة التمرد". أوضحت التقارير حول هذا الموضوع أن المد المتصاعد للمتمردين والهجمات الإرهابية يهدد باكتساح باكستان وعدم استقرارها ، ويزيد من خطورة ذلك اخفاق الحكومة الباكستانية في احتواء هذا المد في الإقليم الحدودي للشمال الغربي والمناطق القبلية . فقد سبق أن لعبت دورًا محوريا في تعزيز المتطرفين بين قبائل البشتون التي تقطن شمال غرب باكستان ، والتي تساعد حركة طالبان في السيطرة علي أفغانستان عن طريق جمع الأموال وتجنيد الرجال للقتال في أفغانستان. أشارت التقاريرالي وجود شبكات متعددة من المتشددين والمتمردين في شمال غرب باكستان، مثل حركة طالبان الأفغانية و حركة طالبان الباكستانية . وفي الآونة الأخيرة اندمج عدد من المنظمات لحركة تنظيم القاعدة تعزيز العلاقات مع القاعدة التي توفر الدعم اللوجستي والمالي والتدريب والدعم اللازم لحركات التمرد في كلا الجانبين من أفغانستانوباكستان. تشير التقديرات الي أن المعركة الحالية ضد العناصر المتشددة في باكستان تجري بدعم كامل وتأييد من الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين في أفغانستان حيث ستصب النتائج في اتجاه اصلاح الخلل في أوضاع القوات المنتشرة في أفغانستان وتقلل من احتمالات زيادة أعداده ، اذا استطاعت القوات الباكستانية احتواء المسلحين علي أراضيها واغلاق باب الامدادات للمتمردين في الأقاليم الأفغانية. سبق أن اكد بعض المحللين أن باكستان تعتبر الآن البقعة الأخطر في العالم نظرا لتفشي التشدد بين سكان مناطقها الحدودية الذين يحتمون بالجغرافيا الوعرة للأرضي الجبلية ذات الحماية الطبيعية التي يصعب علي الجيوش النظامية العمل فيها.