نقلا عن : الوفد فى 8/10/07 الزمن الرديء الذي نعيش فيه جعلنا ننسي الكثير من العادات والممارسات الحلوة التي كانت سائدة أيام أجدادنا وآبائنا والتي كانت تمثل متعة روحية وذهنية للناس وتضفي علي حياتهم البهجة والأفراح.. أقول ذلك بصفة خاصة ونحن في شهر رمضان هذا الشهر الكريم المميز بين شهور السنة كانت له »طقوس« وتقاليد خاصة يستقبل بها الجميع ويتطلعون إليها بشوق ولهفة علي مدار السنة فما إن يحل هذا الشهر المبارك حتي تمتلئ البيوت بالخيرات والزاد والزواد وتسود روح المحبة والود بين الناس فيتبادلون الزيارات الرمضانية وتكثر الصدقات وتتلي آيات القرآن الكريم في المساجد والمنازل ويطوف الأطفال في الشوارع والحواري حاملين الفوانيس ذات الشموع المضيئة ولا ننسي » المسحراتي« وصوته الذي كان يجلجل منادياً علي »عم فلان« و»أبوعلان« بعبارته الشهيرة »إصحي يانايم.. وحد الدايم« ولم يكن هناك التليفزيون الذي يتحلق حوله الناس في البيوت وعلي المقاهي منذ الإفطار وحتي قرب الفجر مشدودين إلي البرامج والمسلسلات والمسابقات والفوازير ولذلك كان للمسحراتي دور كبير في إيقاظ الصائمين ليلحقوا بالسحور قبل فوات الوقت وبزوغ الفجر. أتذكر كل هذا وأقول في نفسي ما أحوجنا إلي استعادة تلك الملامح الرمضانية الجميلة.. ما أحوجنا إلي ما يذكرنا بالعلاقات الإنسانية الدافئة ويحرك في نفوسنا العواطف النبيلة فيحب بعضنا البعض ويتبادل الجميع المودة والرحمة بدلاً من مشاعر الحقد والبغض والكراهية التي أصبحت تسمم حياتنا وتنغص علينا معيشتنا. ما أحوجنا إلي من ينبهنا إلي أشياء كثيرة غابت عنا وأصبحنا بدونها نعيش في ليل أسود يلفنا في غلالة من الكآبة والفزع وعدم الأمل ما أحوجنا إلي » المسحراتي« الذي كان يوقظنا للسحور ولكننا في حاجة إليه الآن ليوقظنا مما نحن فيه من غفلة، نحتاج إلي المسحراتي الذي يدق علي طبلته ويوقظ بصوته الرنان »إصحي يانايم.. تذكر شقيقاً لك في الإنسانية تذكر وطنك.. تذكر عملك.. تذكر واجبك نحو مجتمعك ونحو بلدك.. إصحي يانايم، اسع في سبيل عمل الخير وانفض عنك الكسل والتراخي والإهمال.. إصحي يانايم.. طاهر القلب طاهر اليد.. إصحي.. انتبه.. قبل أن يفوت الأوان ويغلبك النوم فلا تلحق الفجر وتظل نائماً في ظلمات ليل الفساد والتأخر.